النضال الجنسي

معذرة لم أجد صورة مناسبة توضح ما أريد فوصفتها

شيكاغو .. دم على نهد .. سرير الرجل الإيطالي ....... وغيرها ، أشهر روايات النضال كما نعرف هذه الأيام روايات يتشدق كاتبوها بأنهم معارضون ومناضلون من أجل الحرية والكرامة في بلد لم تعرف لهما معنى من قبل

وبعد كل رواية يخرج علينا من يدعون الثقافة للحديث عن مدى روعة الرواية وعمقها وشدة تأثيرها وشدتها على حاكمنا الظالم الذي يكاد ينفجر ذعرا وغيظا من شدة وقع الكلمات عليه . وتنهال الجوائز وتتوالى التحليلات للروايات وللمناضلين الكل يسابق من أجل إثبات روعة ما كتب وعبقرية من كتب وشدة نضاله

حتى الآن لا يبدو شيئا غريبا مجموعة من المناضلين يحتفي بهم شعبهم
لكن
ما أن تقرأ الروايات حتى لا تكاد تتبين من سطورها موضوعا غير المحور الجنسي الثابت في الروايات الثلاثة على الأقل والطاغي على جميع المحاور الأخرى لكل الشخصيات الموجودة في الروايات .. وكأن هذا الشعب الذي تتحدث عنه الروايات لا يمكن فهمه سوى من أسفله ولا يمكن التعبير فيه عن النضال إلا على الأسرة وتحت الأغطية

ما أن تبدأ في التكلم على استحياء مستاء من ذلك حتى يخرج عليك ألف ألف صوت يتهمونك بالأصولية والتشدد والتخلف وعدم الفهم الإبداعي والخوف والتقييد وعدم فهم الدلالات الثقافية والغباء والجبن و..و.. و .. إلى آخر سلسلة طويلة من اتهامات لم تنتهي

في الحقيقة أن لا أرى في هذه الروايات سوى روايات جنسية يمكن أن تضاف إلى المئات من أمثالها على مواقع الجنس في الانترنت أو يمكن تسويقها على أنها للنشوة الجنسية دونما خوف أو مبالغة في ذلك

فرواية شيكاغو مثلا ـ وهي الأكثر شهرة كما صاحبها ـ تتناول أفراد من الجالية المصرية في شيكاغو أو إن شئت الدقة تتناول الحياة الجنسية لأفراد من الجالية المصرية في شيكاغو ويقحم فيها على استحياء دلالات سياسية بين الحين والحين . وهكذا نخرج بعدها لنهلل لكاتبها ونشكره على مقاومته وجرأته أمام الحاكم والنظام .. ياسلااام

هذا هو النضال .. ؟؟ الله


أيضا هذا كما رواية دم على نهد التي اشتريتها من المعرض وأندم كل يوم على العشرين جنيها التي ذهبت لأجلها فهي رواية مكرره ككل الأفلام العربية غير أنها منذ صفحتها الأولى حتى الأخيرة لا تترك الجنس لحظة ولو حذفت الصفحات الموجود فيها الجنس لما تبقى للرواية أكثر من عشر صفحات أو يزيد

المشكلة أن الكاتب ـ إبراهيم عيسى ـ بذكر في الغلاف الخلفي أن الرواية قوية وأنها للأقوياء فقط الذين يتحدون الممنوع ويحطمون الأسوار وإلى غير ذلك من كلمات رنانة خلته قد كسر فيها وفضح النظام المستبد حتى بدت كلماته لفرط قوتها محرجة ممنوعة ، غير أني ما لبثت إلا أن علمت أنه قصده الأقوياء في غرف نومهم والأقدر على كسر حيائهم ـ وإن لم يكن مطلوبا هذه الأيام ـ

لا أرى حقيقة في هؤلاء سوى شبق جنسي زائد لم تحويه الحياة فخرج على صفحات الروايات .. لذا أنا لا أعترض على وجود هذه الروايات أو نشرها أو حتى توزيعها بالمجان على كل مواطن فهذا حق الكاتب في أن يكتب ما يريد وما يشعر كفاهم كبتا ..ـ


لكني فقط أعترض على ينظر إلى هذه الروايات على أنها مثال للنضال والحرية والمقاومة والممانعة فهذا كذب واضح وتدليس بين

أرجو أن تعود هذه الروايات إلى أماكنها الحقيقة على أبواب الملاهي الليلية فهناك ولا شك ستجد من يقدرها قدرها
وعذرا لكل دعاة الحرية المزعومة هذا ليس نضالا وإنما إسفاف



وأخيرا يقول مطر عن مثل هؤلاء الأدباء

أُعلن الإضراب في دور البغاء.
البغايا قلن:
لم يبق لنا من شرف المهنة
إلا الادعاء! ـ
إننا مهما أتسعنا
ضاق باب الرزق
من زحمة فسق الشركاء.
أبغايا نحن؟! ـ
كلا.. أصبحت مهنتنا أكل هواء . ـ
وكان العهر مقصورا
على جنس النساء.
ما الذي نصنعه؟
ما عاد في الدنيا حياء ! ـ
كلما جئنا لمبغى
فتح الأوغاد في جانبه مبغى
وسموه: اتحاد الأدباء ! ـ

7 comments:

ايمو said...

دايما باقول دماغك عالية يا ابراهيم وما تقولش ان انا باقول كده علشان مصلحه ولا علشان تقرا اخر بوست ليا وتعلق عليه مثلا انا باقول كده من باب احقاق الحق وما تفهمنيش غلط
http://ino-this.blogspot.com/

إيمــــان ســعد said...

ابراهيم ابو سيف

بغض النظر عن تعارض بعض افكارنا

يا اخوانجي


الا اننى اتفق معك تماما فى نظرتك لروايات النضال الجنسي

عموما

دام عقلك بخير

AbdElRaHmaN Ayyash said...

كلام جميل اوي
:) متفق جدا
---
صحيح
انت ايه رأيك في موقف الاخوان بعد المحكمة؟

إبراهيم أبوسيف said...

عبدالرحمن عياش أرجوك لا تتعمد إثارتي

عموما أتحجج هذه الأيام بأني مشغول في التسليمات النهائية بالكلية بلإضافة لعملي
دعني في حججي سيدي
لأنها مريحة أكثر من التفكير في مواقف الاخوان عموما

فليعد للدين مجده said...

أخي ابراهيم

إن هؤلاء الادباء يشبعون رغبة موجودة

لدي قطاعا ليس بالهين من المجتمع

مثله بالضبط مثل قنوات الاغاني الفضائية المبتذلة والجرائد الصفراء ومحلات الخمور

فليعد للدين مجده said...

أخي ابراهيم

أن هؤلاء الادباء يشبعون رغبات قطاعا ليس بالهين من مجتمعنا

شأنهم مثل قنوات الاغاني المبتذلة ومحلات الخمور والجرائد الصفراء

Anonymous said...

احيانا أقرأ في هذه الروايات فأحس بشيء ما غريب كأنني أشاهد مقطع بورنو !!