عودة ويوتوبيا


عاد الانترنت أخيرا ... لك الحمد يا الله .. نعم عاد لكني أشعر في الفترة الأخيرة بما يمكن أن أسميه فوضى عامة أصابت حياتي هي ليست فوضى بالمعنى الحرفي لكن إن شئت أن تتخيل ــ فهي كما حجرة طالب ثانوية عامة لا يكف عن إيهام نفسه وأهله بأنه غارق حتى أذنيه في المذاكرة لذا ليس عنده ما يكفي من وقت لترتيب حجرته ، في كل ركن كتاب وقلم ودفاتر وجوارب وملابس وهكذا تجدها كل يوم !! ــ حسنا تشبيه عقيم لن يضيرك شيء إن لم تتخيل
المهم
هذه الفوضى انسحبت ربما على علاقاتي بكل شيء فهي بين صعود وهبوط حادين لدرجة مخيفة ـ ربي ، عملى ، أصحابي ، أحبابي ، أهلي ، كل شيء حتى كتبي والشوراع المحيطة بسكني ـ لا تسألني كيف أرجوك ـ
يالتأكيد ستنسحب هذه الفوضى على تدويناتي كذلك فليست كبيرة على الفوضى
لكني أدعو الله ـ الذي مازال يغدق علي بفضله مع استمرار نكراني لكنه فضل الفضيل ذو الجلال والإكرام ، حتى بت أستحي أن أطلب منه المزيد مع زيادة غفلتي غير أن نفسي الطامعة تلح للطلب وإذا بالكريم يجيب .. تباركت ربي ما أكرمك وأحلمك وأحنك علي !! ـ أدعوه ربي أن يعينني على إنهاء تلك الفوضى وإعادة النظام إلى حياتي لتستقيم كما أحب في الأيام القليلة القادة .. اللهم آمين
عموما
كانت الفترة الماضية مليئة بالأحداث على المستوى الشخصي والعام حتى تزاحمت التدوينات لدي لا أعلم فيم أكتب وبم أبدا
لكن صدور العدد الجديد من سلاسل المبدع أحمد خالد توفيق أعادني مرغما إلى ما كنت أريد الكتابة عنه بعد قرائتي لروايته يوتوبيا ، كما أحب الزيادة والحديث عن آخر أعداد سلسلة فانتازيا والصادرة منذ أيام ـ ب 4 م ـ
لا أعتقد أن هناك من لا ياعرف د. أحمد خالد توفيق فالرجل بفضل الله وبلا حسد لديه ما يكفيه من الشهرة لكني أحب أن أقدمه كما أريد أو كما يعني لي
أحمد خالد توفيق أستاذ الطب أحد أكثر كتاب الرويات الصغير شهرة في العالم العربي وله أقوى وأروع ثلاث مجموعات عرفها القارئ العربي ـ ما وراء الطبيعة ، فانتازيا ، سافاري ، وأخيرا دبليو دبليو دبليو " أعذروني عن عدم استخدام الحرف اللاتيني للحفاظ على التنسيق " ـ
ما يميز ذلك العملاق عندي سخريته السوداء وواقعيته الشديدة ولا يمكن أن أنسى عمق أفكاره ودلالاته في معظم ما يكتب هذا بالإضافة إلى كمية غير محدودة من المعلومات العامة في كل الاتجاهات وإن كان للطب نصيب الأسد فيها مثلا ـ هل كنت تعلم أنه يجب عليك حين تدعي المرض أن لا تخطأ خطأ طبيا ساذجا وتقول أنك تشعر بألم في جانبك الأيمن وجانب رأسك الأيمن لأن هناك معلومة طبية بسيطة تقول أنهما لا يتفقان بل اجعله الأيسر ـ حسنا إن كنت تعلم ذلك فأنا لم أكن أعلم
يتميز د. أحمد أيضا بلغته البليغة السهلة وأفكاره القوية وسعة اطلاع تبدو معجزة احيانا ولعل كل متابع لكتاباته في جريدة الدستور يشعر بذلك
لن أطيل في المديح أكثر لأني أدري يقينا أنه لا يحتاجه من ناحية وأني فاشل فيه من ناحية أخرى
عموما لنعد إلى روايته يوتوبيا
لمن لا يعلم " يوتوبيا " هي اسم المدينة الفاضلة لأفلاطون كما أنها اسم أحد المنتجعات السكنية العالية التكلفة في مدينة 6 أكتوبر ـ لاحظ في البداية عبقرية اختيار الاسم -
الرواية هي أول رواية طويلة أقرأها للدكتور المبدع وحين أحاول تصنيفها أسميها من نوعية الرعب الاجتماعي لكنه واقعي إلى درجة التنبؤ والإنذار
من الصعب طبعا أن تحكي رواية وخصوصا لو كانت لكاتب مثل د. أحمد إذ أن متعة قرائتها لن يجاريها متعة ، لكن كفكرة مختصرة ـ وبالتأكيد ناقصة وجائرة ـ فالرواية تتحدث عن أن سكان مصر قد انقسموا إلى قسمين أو شعبين فهناك سكان مدينة يوتوبيا التي تحيطها الأسوار ويحميها المارينز ويتعايش فيها المصريون مع الاسرايليين بمنتهى الحب والاخاء والاريحية وتحوي كل وسائل الراحة والمتعة إلى الحد الذي يصيب شبابها بالملل فكل شيء متاح بمجرد الطلب ، وعلى النقيض في القسم الثاني شعب مطحون فقير وتآكل أو إن شئت الدقة هو بقايا يمكن أن تطلق عليها بصعوبة شعب فقير لن أطيل في وصفه فالوصف شنيع .
المهم يعمل الشعب كخدم وعمال لدى سكان يوتوبيا هذا للمحظوظين فقط الذين وجدوا للحظ سبيلا ، طبعا لست بحاجة إلى أن أقول أن ذلك الشعب الذي يسميه سكان يوتوبيا بالأغيار مستباح إلى أقصى حد عرضه وماله إن وجد ودمه كله مستباح
تدور القصة حول شاب وفتاة من سكان يوتوبيا يقرران بدافع المغامرة الخروج لصيد أحد الأغيار والحصول منه على تذكار " يده ، رجله ، أي تذكار يثبت قوتهما " ويكتشف أمرهما أو يكاد وتدور الأحداث مظهرة تباين الطباع بين أهالي يوتوبيا والأغيار تلك الطباع التي تجدها الآن كما هي موجودة لدينا ننميها كمصريين
في النهاية يستطيع الشابين الفرار بمساعدة أحد الأغيار ثم يغدران به فيقتلانه وكانا قد اغتصبا اخته ويحصلان على التذكار ثم يعودا إلى ديارهما كما الأبطال وسط أقرانهما من الشباب
لم يترك الكاتب النهاية هكذا لكنه انهاها على أمل في بداية ثورة من الأغيار الذين نجحوا في محاصرة سكان يوتوبيا داخلها

هذا ملخص الرواية لكنه كما أسلفت مختصر قاصر مخل بالسياق لكني كنت أود الوقوف أمام بعض عناصرها

سكان يوتوبيا موجودون بيننا الآن وعلى سمعنا وبصرنا وكذا يوتوبيا بأسوارها وحراستها الخاصة ومياهها الخاصة وانعزالها التام

أيضا الاغيار بفقرهم وعجزهم ومكرهم واستسلامهم وتواكلهم ويأسهم وبأسهم والأهم سفسطتهم موجودون وبكثرة

لن يأتي حل بواسطة أنصاف الحلول التي نجيدها الاصلاح من الداخل والتغير المتريث وحكمة الشيوخ فكلها تؤدي إلى استمرار الوضع على ما هو عليه

سيزول البترول هذا أمر حادث لا محالة ومعه سينتهي أثر العرب وتنهار حضارة النفط والمستقبل بلا شك للأحرار

في الحقيقة بعد قرائتي لتلك الرواية لم أستطع تخيل مستقبل آخر لبلادنا طالما ظللنا على ما نحن عليه مترددين خائفين مستسلمين وخصوصا نحن كإخوان

ربما يكون د. أحمد تجاهل الإخوان في روايته وربما قد أشار إليهم كمتدينين وعموما أنا أشركتهم في خيالي فتصورتهم انقسموا أيضا فريقين أحدهما في يوتوبيا يذهب للحج كل عام ويزع بعض الصدقات على الجائعين ويعقدون اجتماعات فيها الكثير من الأكل والقليل من الفكر حول حال الأمة والمستقبل المشرق للإسلام واندحار أعدائه القريب
والقسم الآخر من الأغيار يدعون إلى الصبر والحكمة ويقنتون في كل صلاة على المعتدين الظالمين ويبشرون بالجنة وقصورها ويتحدثون عن التقشف والطاعة والثقة في القيادات والاستعداد ليوم الجهار وتربية النفس والحكمة ومرة أخرى الصبر على البلاء

عموما هذه محض خواطر فلا يؤاخذني أحد على عقلي المريض كما أسلفت أمر بمرحلة فوضى فلا حرج علي

في الحقيقة وجدت الكتابة طالت لذا سأجعل الكلام عن العدد الأخير من فانتازيا مرة أخرى
لكني ألح على الجميع بقراءة الرواية والعدد الأخير إذ ليس من " قرأ عن" كمن " قرأ من "ـ

وأسأل الجميع الدعاء لي ان يعينني الله وييسر لي أمرا أرغبه بشده ويعينني على الصبر عليه

5 comments:

Ma 3lina said...

جانبك الأيكم ???

حمد الله على سلامة النت :))

انا قرات يوتوبيا سوداوية سوداوية يعنى و ان كان ده المستقبل

و لكن كان عندى نزعة تفاؤلية انه يكون احسن من كدا

ماا علينا

انا عندى تفسير اخر لاختفاء الاخوان من يوتوبيا و هوا ان احتمال يكونوا فعلا اختفوا من المستقبل اندثروا مثلا

بدون اى انحياز لاى جهة يعنى

اخيرا قبل متتكلم على عدد فانتازيا ابقى ادهولى اقراه هههه

عود احمد

إبراهيم أبوسيف said...

حسنا خطأ مطبعي ياسيدتي أقصد طبعا الأيمن
أي خدمات أخرى لو دققت لو جدت أكثر لكن ماذا نفعل مع القراءات السطحية
معذرة سيدتي

لا أعتقد أن نزعتك التفائلية لها مكان في واقعنا الحالي الذي نستشرف منه مستقبلنا
والحقيقة أن وجدت أن أحمد خالد توفيق قد زاد في الأمل حينما افترض تحرك الأغيار في ثورة أليس هذا افتراض مغرق في الأوهام لأعيار مصريين ؟؟؟

أما بالنسبة للإخوان فلن يختفوا لا تقلقي
ليس لقوتهم وعمق فكرهم وشدة تأثيرهم ولكن لأن هذه إحدى سمات شعبنا المصري التي ستقود إلى ذلك المستقبل

هذا أيضا بلا إنحياز في زمن الانحياز

بالنسبة إلى عدد فانتازيا أخشى أني لن أستطيع اعارتك أياه ولا تستخدمي أساليب غير مشروعة في الضغط علي ـ كما النساء ـ أولا لأن أوراقه أبدت اعتراضها على استخدامي فخرجت من عقالها وثانيا ..... مش لازم

عموما العدد موجود على أي فرشة جرايد محترمة ويوجد معه عدد سافاري وعدد خاص من ما وراء الطبيعة يكلفك الجميع 10 جنيهات بالإضافة إلى ثمن بنزين السيارة طبعا ـ اوعدنا يارب ـ
وأخيرا
لعدم الزعل أنا تحت أمرك لو عاوزاه برضه ـ كده كويس ؟؟ ـ

أخيرا أرجو أن يكون العود أحمد فعلا
عموما العدد موجود

Heba Mohamed said...

شوقتني لقراءة الرواية ، وانتظر عودتي لأسحبها من فوق أي فرشة جرايد محترمة كما قلت


يبدو أنه ثورة الجياع التي ستنهي هذا الفصل المأساوي الذي نعيش فيه ، أما عن عدم وجود الإخوان فيه ، فهو سيناريو من السيناريوهات المطروحة

إما موجودون ،وغير موجودين
أو موجودين ، لكن خارج أسوار يوتوبيا وخارج الأغيار أو الشعب المطحون
يعني في عالم آخر

أو موجودين ولهم نصيب في ثورة كبيرة تصلح الأحوال في الوقت المناسب

أو ....لا أدري ما السيناريو الآخر المحتمل


شكراً على التدوينة الجديدة ،وبصراحة أنا لما قرأتها فعلا شعرت بفوضى ،

تحياتي

إيمــــان ســعد said...

مممم ملاحظة انك داخل سخن اوى بعد طول غياب و كاتب بوست ما شاء الله يسد عين الشمس

:)

قرأت يوتوبيا بالتأكيد

اعجبتنى جدا كونها نظرة واقعية جدا

اما عن عدم ذكر الاخوان او اى من التيارات السياسية الاخرى كون وجودها اصبح لا يقدم او يؤخر ( مثلما يحدث الان ) فهو لا يعنيه نظرة فئة معينة الى الوضع المتداعي في القصة

فقط يتحدث عن الانسان بعيدا عن التحزبات

و ابقى سلفني عدد فانتازيا الاخير

لاحسن انت اديت صورة وحشة عن بخل الاخوان اوي

:)

تحياتي ايها السوداوي

إبراهيم أبوسيف said...

السيدة رؤية
أعدك أن تستمتعي جدا بقراءة الرواية طالما أنك ستشتريها إذ أن متعتها تقل بالاستعارة

أما عن سنياريو الاخوان فالأمر لم يتعد بعض خيالات لدي تأتيني دائما بعد قراءة ما يستحق التخيل

عموما أرجو الدعاء لإنهاء تلك الفوضى التي شعرت بها

===============
إيمان سعد

أهلا وسهلا

لا تعليق للجزء الأول ـ مش فاهم قصدك ـ ما المطلوب إذن

عموما بالنسبة لأعجابك بيوتوبيا فهو أمر طبيعي فلم أر ذلك الذي يقرأ لأحمد خالد توفيق ولا يعجب بما كتبه بعد .. ولن تكوني استثناء
هذا لتطمئني على نفسك

أما عن الإخوان فالأمر لم يتعد كما ذكرت سفسطة عقلية ولو كنت الكاتب ما كنت فكرت بذلك
هذا لا يعني كما ذكرت أن اهتمامه بالانسان يتنافى مع ذكر القوى السياسية إذ لا أجد تعارض ولا أعتبره تجاهلهم إذ أن القوى جميعها مشاركة في صناعة ما ذكر


أما عن موضوع السلف ، فقد ذكر التراث " السلف تلف والرد خسارة " معذرة عزيزتي سأفكر ... ـ


عموما لا تقلقي وقت أن تريدي ستجدي العدد بين يديكي لكن استسمحي ما علينا قبل ذلك إذ أنها طلبت قبلك
ولا قبل لي بمشاكسات النساء ـ أو البنات ـ أيهما تفضلين ـ