العمرة

منّ الله على ّ بعمرة أسأله أن يتقبلها مني ويجعل لي من فيض عبراتها ما يدفعني لحياة أفضل في ظل طاعته


الحمد الله ــ الذي لا يحمد على مكروه سواه ــ عدت إلى مصر منذ أيام وآثار الرحلة عالقة بذهني إذ أني في هذه الرحلة التي جعلتها حكوماتنا صعبة حزينة مملة قد ازددت اقتناعا بأننا لسنا بشرا ـ أو حتى لا يغضب أحد لا نحيا حياة البشر ــ وأنا حكامنا ليسوا آدميين بأي صورة كانت وهذ ينطبق على بلاد العرب كلها تقريبا لكن يمكنك أن تضاعفه في مصر


عادة ما يرجع الناس من مثل هذه الرحلات بشحنات إيمانية جبارة تدفعهم إلى الصبر على حياتهم ، أما أنا فلم أرجع سوى بمزيد من القهر واليأس والدعاء إلى الله أن يريحني من مثل هذه البلدان التى لا تعتبر مواطنيها بشرا وإن اعتبرتهم فهي لا تعترف للبشر بأي حقوق على أراضيها
كما أن معظم شعوب هذه البلدان تشارك بشكل أو بآخر على تثبيت هذا الواقع الذي ربما تعلمت كيف تتعايش معه أكثر من الواقع البشري المعتاد


وحتى لا أبدو غاضبا متحاملا أو حتى لا أحمل ذلك الهم وحدي أو حتى أنكد على من يقرأ حياته التي أعتقد أن أنظمتنا قد نكدتها من قبل


فأني سأكتب ربما لمجموعة من التدوينات ــ لست أدري لم يطلقون عليها بوستات ؟ ــ عن تلك المشاهد التي ربما تصور واقعا مرا اعتدناه أو ربما رغبناه المهم اننا نعيشه

وكان الله في عون القارىء والكاتب وكل المسجونين في ما يطلقون عليه اصطلاحا وطن عربي