الجمعة 13 - 11

قدر الله ليوم الجمعة القادم 13 ـ 11 ـ 2009 أن يخلد في التاريخ البشري كيوم زواجي بإيمان سعد
طبعا لست بحاجة للتأكيد على أن الدعوة للجميع
وأظن كما هو معروف أن الحفل سيكون بقاعة مسجد الأرقم بمدينة نصر خلف صيدلية أفريقيا في مكرم عبيد الساعة 7 مساء.. يبدو بديهيا
وأحب أن أطمئن كل من كانت عينه على أكل انه فيه أكل وأني خسرت معركتي مع العائلة لإلغاء فقرة الأكل ... يلا مش خسارة في اللي
هايجي
عموما سيتشرف الجميع بالحضور يكفي أنني سأكون هناك بإذن الله

تهمتها مصرية ...و....ـ



كانت تهمتها فقط أنها مصرية


لكن

هكذا الزمان

أضيفة لها قائمة تهم أخرى أقلها


أنها أصبحت خطيبتي أو أضحيت أنا خاطبها


كان هذا أمس .. لست أدري من يستحق التهنئة لكن بكل تواضع أعتقد أن على الجميع أن يهنئها لأن مثلي لا يتم الظفر به بسهولة

هذا بالتأكيد حدث يستحق التهنئة


ألف مبروك لإيمان سعد

الإنسان

قامت من نومها مرتجفة لا تكاد ترى أمامها يكاد ظهرها المقوس أن ينشطر نصفين لكنه يعلن إحتجاجه ببضع قرقعات اعتادت ألمها ، تتجه مسرعة لتأخذ دورها أمام دورة المياه المشتركة ... لحسن حظها ليس أمامها سوى واحد فقط
صباح الخير يا سيد
صباح النور ياعمة سعيدة
.........
ينطلق صوت المنبه من الهاتف الجوال الأنيق الموضوع أمام السرير الفاخر ليعلن ان الساعة تجاوزت الخامسة بقليل ، يرفع الغطاء متثاقلا يتثائب مرة أو مرتين ثم يقرر أن عليه النهوض .. ينهض ببطأ ثم يتجه إلى دورة المياه بعد أن يلتقط منشفته ويلقيها على كتفه وهو يدندن
......
يرتفع صوت سعيدة لاعنة كل سكان الأدوار السفلى وعائلاتهم لعدم وصول الماء إليها .. ويرتفع صوت الطرق على باب دورة المياه القذرة مطالبا إياها ( بالتشهيل شوية ) تتمتم بسبة بذيئة لاعنة من بالخارج وتسكب إناء الماء الذي بالكاد يوشك على الامتلاء على جسدها المنهك ثم تدلك بصعوبة شعرها الأبيض المجعد ريثما يمتلأ الإناء مرة أخرى
.........
يتحسس بيده الماء مطمئنا لحرارته ثم يستلقي فيه مسترخيا يطالع الجريده ، ينهض بعد قليل ليغسل أسنانه ويضع مزيلا لرائحة العرق ، ثم يلبس ردائه القطني ويخرج مهرولا ناحية المدفئة ، يرتدي ملابسه بهدوء ثم يتهيأ للصلاة
........
تخرج من دورة المياه تشيعها إعتراضات المنتظرين وسبابهم بينما ترد عليهم الصاع صاعين مذكرة إياهم بسلوك أمهاتهم المشين ، تدخل غرفتها لتضع فرق رأسها قطعة قماش بالية تحمل من الأتربة أكثر مما تحمل من الأنسجة ، ثم تأخذ من ركن الحجرة حقيبة قماشية مهترئة بها بعض علب المناديل الورقية وتنزل مسرعة
........
يصب المشروب الدافئ داخل الكوب الكبير الحافظ للحرارة وينزل مسرعا في المصعد متجها إلى سيارته
صباح الخير ياعبدو
صباح الفل ياباشمهندس أنا خلصت العربية يباشا
شكرا ياعبدو
ويركب سيارته الجديدة وينتظر قليلا حتى ( تسخن )ـ
.............
تجرى مسرعة تجاه حافلة ممتلئة براكبيها لكنها تجد مكانا لها بصعوبة بين الأجساد الملتصقة ، ينظر إليها الكمساري بشفقة
ما بدري ياحاجة
لا والله ياعصام دا أنا رايحة التحرير
لم يأخذ منها أجرة . يبدو أنهما متفاهمان . بعد نصف الساعة تصل الحافلة القديمة إلى ميدان التحرير . لتنزل أمام إشارة المرور المطلة على تمثال عبد المنعم رياض وهناك تبدأ عملها
.........
ينطلق بسيارته وهو يرشف مشروبه الساخن بهدوء ويستمع إلى القرآن بصوت الشيخ عبد الباسط في المذياع .. يقف إشارة المرور بميدان عبد المنعم رياض ، تقترب منه سيدة عجوز منحنية الظهر
حاجة لله يابيه ..
الله يحنن ياحاجة
طب خد مناديل الله يخليك
لا ياستي مش عاوز
يابيه....
فتحت الإشارة لينطلق دونما اكتراث ليدها الممدودة تجاهه ، تتركه غير يائسة من إعادة المحاولة فيما بعد مع غيره

يدخل القاعة الفخمة المكيفة في ذلك المكتب الأنيق للتدريب والتنمية البشرية حيث ينتظره الجميع ، بعد الترحيب ينظر إليهم بابتسامة
النهاردة كلامنا هايكون عن
ويلتفت ليضغط على زر بيده لتظهر على الشاشة كلمة الإنسان كبيرة
عن الإنسااااااان
هكذا يمدها وابتسامة راضية ترتسم على وجهه ، ونظرة ترقب في عيون مستمعيه ليتعلموا
الإنسان هو الثروة الحقيقية الوحيدة في العالم ؟؟؟؟
ويتابع
.......................
مناديل يابني ؟؟

..................