النائب أكل ــ الفنكوش ــ

مثل كل يوم أفتح الدستور اليومي ــ باستثناء الأربعاء طبعا ــ وأجلس لأمارس هوايتى في السخرية من كل مواضيع الأخبار ورجالاتها بل وحتى شكل الصور والمانشيتات وأحجام الخطوط والألوان وكل مايخطر في بالك بالجريدة ، وهذه المتعة لا تستطيع أن تحصل عليها في غير الدستور ـ لكن من الممكن أن تحصل على أضعافها إن قررت أن تجلس بجوار أحد أولئك الذين مازالوا يمارسون الغباء المحكم في قراءة الصحف القومية ــ

المهم


في هذا اليوم ــ من يومين لوتذكر ــ أجد الخبر السار الذي أمدني بمادة ساخرة يبدو أنها سوف تكفيني لمدة طويلة وسأستغني عن متابعة تصريحات الوزراء ورجالات الوطني في مجلس الشعب بل وحتى خطابات الرئيس المغرقة في الحكمة ــ تصور !! ــ

كان الخبر من نوعية نادرة وهي تلك النوعية التي يصاب فيها نواب الإخوان بالعدوى من جراء اقترابهم من نواب الوطني طيلة فترة المجلس كما تصاب فيها القيادة السياسية للاخوان بحالة من حسن الظن المفرط الذي يصل في العادة إلى حالة من السذاجة السياسية

كان الخبر يقول أن وفدا من مجلس الشعب ضم خمسة من أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان ــ حفظهم الله ورعاهم على قدر نقاء قلوبهم وسلامة سريرتهم ــ توجه الوفد إلى قصر الرئاسة للمشاركة في الاستماع لحكمة الرئيس المبجل وتوجيهاته التي لن تنطق عن الهوى وموافقته على قانون كادر المعلمين ــ وهو القانون الذي يكرس سيطرة النظام على ظهور المعلمين المساكين ــ ، حاولت أن أتيقن من الجزئية الأولى في الخبر إذ حسب معلوماتي أن الإخوان يعارضون هذا القانون بكل ما يملكون من قوة ــ وهي قليلة ــ فكيف يذهبون للمشاركة في عملية إخصاء الشعب المصري ممثلا في معلميه ؟؟ لم يدعني النائب الحاج محمود مجاهد أن أكمل تساؤلاتي فقد قدم لي المبرر الكافي الذي ألجم كل تحفزي للهجوم

فقد أخبر في الحوارالصحفي الذي أجري معه أنه قد تناول طعاما لم يره من قبل بل وخاض في شرح تفاصيل وشكل هذا الطعام المجهول له وأثنى على روعة مطعمه وحلاوة مذاقه ــ سبب كاف هذا على ما أعتقد ــ

لم يكتفي سيادة النائب بذلك بل ألقى مفاجئته التالية إذ ذكر أن الرئيس المعظم الراكب الناهب مبارك هو رمز مصر الديموقراطي وأثنى على سيادته ثناء لا ليمكن أن تنشره صحيفة محترمة إذ لا يتولى هذه المهام الجسيمة في مسح ظهور الحكام سوى صحف النظام
في الحقيقة لقد نال الاخوان من هذا التصرف كل العنت والسخرية من كل من له عقل حتى أني أشفقت على النائب والجماعة من لسان بلال فضل اللاذع في الدستور وإن تأخر
لكن
هل لقواعد الإخوان ــ مثلي ــ الحق في أن تعرف ما سر هذه التصريحات المستفزة ــ؟ وهذا أقل ما يمكن قوله مراعاة للأدب ــ

هل السبب فعلا كما قال لي أحد أصدقائي أنه ( الفنكوش ) وهو الذي أكله النائب وكما تندر بذلك بلال فضل ؟؟

أم أنه فرحة النائب بمصافحة الرئيس ــ اللى بيشوفه في التلفزيون ــ ؟؟

أم هو غبن سياسي للنائب في الحديث ؟؟

أو عدم تأهيل جيد لأفراد الكتلة في التعبير عن أفكار جماعتهم السياسية ؟؟؟



أم أن الأمر سيمضي كما يمضي غيره في إطار من الثقة في القيادة كما نحب أن ندعي ؟؟



بالطبع بعد وقوع الكارثة تسابقت قيادات الإخوان في نفي كلام النائب وعدم مسؤليتهم عنه ثم بدأوا في إيجاد المبررات لذهاب الخمسة إلى قصر الرئاسة للمشاركة في الموافقة على قانون سيئ السمعة فالدكتور حبيب ذكر أن الأمر لا يعدو أن الكتلة لبت دعوة الرئاسة في الحضور لأنه من غير المنطقي أن تتجاهل الدعوة التى وجهتها إلينا الرئاسة ــ لست إدري ما الذي جعل هذا منطقيا ــ هل المنطقي أن يسير الإخوان خلاف نهجهم السياسي فقط للخجل من رفضهم الدعوة التى وجهتها لهم الرئاسة ؟؟ هل تبنى قرارات الإخوان السياسية على المجاملات الإجتماعية للخصوم السياسيين هل يمكن أن يترك النواب تمثيل شعبهم وطرح وجهة نظره والدفاع عن مصالحه فقط من لأنهم ( مكسوفين ) يردوا دعوة الرئاسة ؟؟؟

أظن أن على قواعد الإخوان أن تتحمل مسؤوليتها في أن تعرف وتقيم دوافع وطرق اتخاذ القرارات السياسية داخل الجماعة وأن تسعى في تطويرها حتى لا نجد أنفسنا مرة أخرى أمام موقف سياسي ساذج فقط من أجل أن لا يكسروا خاطر الرئاسة
بقى في النهاية أن أذكر أني غير مسؤل عن عنوان التدوينة إذ أنه اقتراح أخي محمد سليمان ههههههه يمكنكم أن تعطوه درسا في الأدب مع القيادة



أقنعة

لكل الناس أقنعة وقليل منها شفاف ،تداري بؤسهم ، عجزهم ، رذائلهم ، أو ربما أفكارهم
حاكمك المبجل والذي كنت تظنه كتلة حكمة ونضال تسير على الأرض ، سقط قناعه فجأة فرأيت صورة شيطان تتجسد في إنسان بكل صفات النقصان - خيانة ، فساد ، كذب ، عهر .... وغيرها مما قد يعجز عنه اللسان ..
هذا فقط حين سقط القناع لحظة ..!!
فماذا لو سقط دقيقة ؟؟
أو ساعة ؟؟
أو ماذا لو لم يعرف الإنسان القناع ؟؟
قرأت مرة لمطر قصيدة أسماها ورثة ابليس - وأظن أن إبليس قد استاء من التسمية ــ
المهم .. تقول القصيدة
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه "
.وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه
وغاية الخشونة ، أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،
كم مرة في العام توقظونه ،
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،
أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،
دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،
لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه ..
تذكرت كل ذلك حين سمعت خطاب محمود عباس الأخير ، والذي ظهر فيه كما البطل المغوار الحريص على مصالح شعبه أو الجبل الراسخ الذي يقف صامدا أمام الجميع - من الممكن أن تستثني اسرائيل وأمريكا فقط - وقف يشجب القتنة كما يدعي ويبكي على دماء شعبه ووطنه كما لم يبك من قبل ، حتى احترت في أمري .. ترى هل يمكن أن يكون عباس وفتح فعلا مظلمون ؟؟؟ ربما ... إذ أن نفسي التي كنت أظنها أمارة بالسوء لم تكن تتصور في أحط تصوراتها أنه من الممكن أن يكذب الانسان كل هذا الكذب في 40 دقيقة - اعتقد أن موسوعة جينيس العربية سوف تضيف محمود عباس لقوائمها - اعتقدت لحظة فعلا أنه قد ظلم وأن حماس قد بغت وتجبرت وكسرت بخاطره وآذت مشاعره الرقيقة تجاه شعبه وأمته ..
لكن
لم يدعني فهمي هويدي في مقاله الأخير محاولة لفهم ما جرى في غزة http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2007,June,article_20070619_3&id=columnist&sid=fahmihuwaidi
لم يدعني أن أكمل تخيلاتي الحساسة لكنه علمني أن على أن أطور من نفسي الأمارة بالسوء للتتخيل انه يمكن للإنسان أن يكذب كل هذا القدر في 40 دقيقة فقط وأن قدرة حكامنا الأشاوس على الكذب تبقى مفتوحة لمتطلبات المواقف أو لطلبات كوندي وليفني تلبية لابتسامتيهما الساحرتين وترضية لرمش عيناهما الرقيقتين
كان الله في عوننا نحن الشعوب العربية التى لا تعرف كيف يكون الحاكم صادقا ...
عذرا .. هل هذا موجود أصلا ؟؟؟!!
صه ..
لا تدعو بذلك
فليس من الأدب الدعاء بالمستحيل

قبل البدأ

تكلم كثيرون عن السخرية ، بعضهم يحب ان تكون محدودة بـحـدود من الأدب والاحترام والصدق -لست أدري كيف - وفي سبيل ذلك يعملون على منع كل من تسول له نفسه أن يسخر من غير الصعيدي ،
فقط بـحجة الاحترام

فريق آخر يعتبر السخرية هي وسيلة المقاومة الوحيدة في زمن القهر والاستبداد وفي عصر ركب فيه الحكام ظهور الأنام بل وأركبوا غيرهم من الأصدقاء والأبناء وحتى البنات والزوجات - ما تقوليش هيعملوا أيه لما يركبوا- . يعتقد هذا الفريق أن السخرية يجب أن لا تقف عند حد وأن لا تصطدم بـحائل

بالتأكيد
أعتقد أنا كما يعتقد الفريق الثاني

لكن

قد أضع لنفسي حدودا وخطوطا حمر فقط أنا من يحددها لذا أرجوا أن لا يتعب أحد نفسه في تحديدها لي وبالتأكيد سأكون أنا أيضا مسؤولا عنها

في النهاية أحب أن أقول أني أقمت هذه المدونة من أجل نفسي .. نعم من أجل نفسي .. فقط أحب كل يوم أن أفتح مدونتي لأقرأ ما كتبت وبالتأكيد أستمتع به _ فأنا أستمتع جدا بكتاباتي كمايستمتع الرئيس بحكمته _ وليس من المانع طبعا أن يقرأها غيري ربما ليزدادا قرفا مني كما يزداد كل الناس قرفا من حكمة الرئيس

لكني أعتقد أن هناك من سوف يستمتعون بها إذ ما زال هناك كثير من الناس يعتقدون فعلا أن رئيسنا حكيم