أقنعة

لكل الناس أقنعة وقليل منها شفاف ،تداري بؤسهم ، عجزهم ، رذائلهم ، أو ربما أفكارهم
حاكمك المبجل والذي كنت تظنه كتلة حكمة ونضال تسير على الأرض ، سقط قناعه فجأة فرأيت صورة شيطان تتجسد في إنسان بكل صفات النقصان - خيانة ، فساد ، كذب ، عهر .... وغيرها مما قد يعجز عنه اللسان ..
هذا فقط حين سقط القناع لحظة ..!!
فماذا لو سقط دقيقة ؟؟
أو ساعة ؟؟
أو ماذا لو لم يعرف الإنسان القناع ؟؟
قرأت مرة لمطر قصيدة أسماها ورثة ابليس - وأظن أن إبليس قد استاء من التسمية ــ
المهم .. تقول القصيدة
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه "
.وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه
وغاية الخشونة ، أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،
كم مرة في العام توقظونه ،
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،
أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،
دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،
لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه ..
تذكرت كل ذلك حين سمعت خطاب محمود عباس الأخير ، والذي ظهر فيه كما البطل المغوار الحريص على مصالح شعبه أو الجبل الراسخ الذي يقف صامدا أمام الجميع - من الممكن أن تستثني اسرائيل وأمريكا فقط - وقف يشجب القتنة كما يدعي ويبكي على دماء شعبه ووطنه كما لم يبك من قبل ، حتى احترت في أمري .. ترى هل يمكن أن يكون عباس وفتح فعلا مظلمون ؟؟؟ ربما ... إذ أن نفسي التي كنت أظنها أمارة بالسوء لم تكن تتصور في أحط تصوراتها أنه من الممكن أن يكذب الانسان كل هذا الكذب في 40 دقيقة - اعتقد أن موسوعة جينيس العربية سوف تضيف محمود عباس لقوائمها - اعتقدت لحظة فعلا أنه قد ظلم وأن حماس قد بغت وتجبرت وكسرت بخاطره وآذت مشاعره الرقيقة تجاه شعبه وأمته ..
لكن
لم يدعني فهمي هويدي في مقاله الأخير محاولة لفهم ما جرى في غزة http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2007,June,article_20070619_3&id=columnist&sid=fahmihuwaidi
لم يدعني أن أكمل تخيلاتي الحساسة لكنه علمني أن على أن أطور من نفسي الأمارة بالسوء للتتخيل انه يمكن للإنسان أن يكذب كل هذا القدر في 40 دقيقة فقط وأن قدرة حكامنا الأشاوس على الكذب تبقى مفتوحة لمتطلبات المواقف أو لطلبات كوندي وليفني تلبية لابتسامتيهما الساحرتين وترضية لرمش عيناهما الرقيقتين
كان الله في عوننا نحن الشعوب العربية التى لا تعرف كيف يكون الحاكم صادقا ...
عذرا .. هل هذا موجود أصلا ؟؟؟!!
صه ..
لا تدعو بذلك
فليس من الأدب الدعاء بالمستحيل

1 comment:

مصطفي النجار said...

مبروك يا باشا المدونة وعايزين نشوف شغل جامد مش نحت وربنا معاك