المرأة التي أعرف وأحب

هذا هو عنوان مقالي الأخير على أمواج التغيير أعتقد أنها بداية لسلسلة من المقالات بهذا العنوان أسأل الله ان ينفع به
إذ حاولت قدر جهدي أن أضع تصور أعتقده للمرأة في الإسلام أو في مجتمعه كما أحب أن أراها
أعتقد أني بصدد مواجهة احدى حملات صناعة القضايا التي تبدو مهمة وورائها من يبدون مناضلين مثلي
لكني أطمئن الجميع ... ـ
لا تقلقوا سأظل دائما كما أنا ـ مجرد إبراهيم لا أزيد ولا أنقص لا أدعي النضال ولا الحرب لحرية المرأة المهضومة ومثل تلك الشعارات الرنانة
فقط أحب أن أقول هذا ما أعتقده ، هذا رأيي ، إن كان يفيد
عموما بلا إطالة هذا هو رابط مقالي الأول

عيد بأي حال عدت يا عيد



لم أجد عنوانا أكثر بؤسا وإملالا وتكرارا ونمطية من هذا العنوان فأعذروني على قلة إبداعي وضعف ثقافتي وقلة قدرتي على رسم واقع حقيقي مغرق في الظلمة على الرغم من محاولات التجميل المضنية وكم الأقنعة الهائل الذي نحاول أن نغطيه بها

عموما
أمر هذه الأيام بعدة أعياد مختلفة أكبرها طبعا عيد الأضحى المبارك طبعا . وتنهال علي منح الله بقدر أعجز معه على شكره عليها وأخجل من طلب المزيد منه ، لكن نفسي الطامعة إلى سعة كرمه ومزيد فضله تتجرأ لتطلب منه المزيد آملة في جوده وعطفه .. فتعالى الله الكريم

هذا بالإضافة إلى أعياد أخرى منها على سبيل المثال عيد انتهائي من تسليم مشاريع النصف الدراسي الأول من هذا العام الدراسي ، وهو حدث لو تعلمون عظيم وإحساس عميق بالراحة والفراغ بغض النظر عن ما حدث في التسليمات من توفيق وعدمه ( هم وانزاح ) . ـ

عيد أخر سيقف التاريخ عنده يوما ما متحدثا وممجدا .. طبعا هو عيد ميلادي والذي لا يعرفه أحد غيري وقليل جدا ممن أحبهم وعموما هذا خير للبشرية المنذهلة في آفاق التيه حتى الآن إلى أن تقرر أن تتطور في آفاق التقدم والرقي للحضارة الإنسانية جمعاء .. لكن لا ينسى أحد ـ من تواضع لله رفعه ـ

في خضم هذه الأعياد التي اجتمعت علي فجأة حتى كادت أن تغطي على حقيقة واقعي المؤلم وواقع بلدي المذري وواقع امة واقعة في الهاوية منبطحة تحت أقدام كل من له أقدام ، كان لابد لنفسي التواقة إلى كل بؤس وشقاء أن تطلق لخواطرها العنان لتجلي ما حاولت تلك الأقنعة إخفائه فكانت هذه الخواطر


عيد اللحم

هكذا إختصرنا عيد الأضحى المبارك وهكذا إختصرنا نعم ربنا ورسائله إلينا وهذا هو كل ما خرجنا به من فلسفة الأضحية .. جميل طبعا .. لكن ماذا تفعل إذا كنت لا تحب اللحم بتاتا مثلي ؟؟ بل وتتقزز من لحم الضأن بمشتقاته ؟؟؟ ... ربما ستبحث لك عن عيد آخر أو عن مجتمع يفهم

من مظاهر ذلك العيد الجميلة أن يتجمع الفقراء ليحصلوا على نصيبهم من الأضحية .. لكن هذا المشهد بالذات يجعلني أتسائل عن من جعل مثل كل هذا العدد لا يعرف اللحم بتاتا إلا في رمضان وذي الحجة ..؟ لا تذهب عقولكم بعيدا .. ؟ أنا لا أقصد الحاكم هذه المرة وإنما أقصدنا نحن الذين صبرنا على مثله كل هذه السنين دون شكوى حتى استمرأ الجلوس فوقنا بل واعتبره حقا أصيلا له لا ينازعه عنه إلا ظالم
أرأيتم نقتل القتيل وندعي أننا نرحمه ، فنحن لو صدقنا في عطفنا على هؤلاء المساكين لثرنا من أجلهم ومن أجل أنفسنا ، لكن من تحدث عن الصدق في زمن الأقنعة ؟؟ ... ـ
لكن على الرغم من ذلك يبقى للعيد فرحته


عيد انتهاء التسليمات
كم نحن منافقون .. النفاق في دمنا يجري بل هو دمنا .. نبحث عن النفاق في كل شيء ولو لم نجده لاخترعناه .. هذه الحقيقة أجدها متجسدة أيام التسليمات فالكل يسعى لقلب الأساتذة بأعمال لا تمت للمطلوب بصلة .. ابتسامات وكلمات وتملقات كلها تظهر فقط أيام التسليمات
مثلا إحدى الأستاذات طلبت من الدفعة أن تحضر ندوة تحاضر هي فيها بعد انتهاء اليوم الدراسي وقالت أن هذا نشاط غير إجباري يزيد درجات الطالب لديها .. طبعا غصت القاعة بالطلاب في ندوة لا يزيد من يحضرها في الظروف الطبيعية عن عشرة إلى خمسة عشر على أحسن تقدير .. عموما من الممكن أن تتفهم بقليل من الجهد منطق الأستاذة في دعوة الطلاب وأيضا منطق الطلاب الحاضرين ويساعدك على ذلك مناظر الطلاب النائمين في الكراسي الخلفية للندوة وعدم حرصهم على شيء بقدر حرصهم على تسجيل أسمائهم في كشف الحضور كل هذا يبدوا طبيعيا جدا ... لكن غير الطبيعي أن تجد مجموعة من الطلاب تقدم باقات الورد للأستاذة وهم الذين لا يفقهون شيئا في مادتها بل ومنهم من لم يكن يحضر محاضراتها أصلا .. وزيادة في التملق تجد طالب وطلبة يحملان كاميرات التصوير ويغرقان وجه الأستاذة طيلة المحاضرة بالفلاشات مدعين الاهتمام المبالغ فيه بموضوع الندوة والمحاضرة ... فقط أكثر ما يغيظ كان تقديم مقدم الندوة عن الأستاذة أنها معروفة بعلاقتها الحميمة بالطلاب ... هنا لا تعليق
نسي فقط أن يذكر أن طلابها معروفون باقتناء أجود أنواع الأقنعة لحياتهم ، حقا لدينا مستقبل مزهر إن كانت هذه هي فلسفة شبابنا لكيفية النجاح في الحياة .. في الحقيقة تنتظرهم وظائف كبيرة في الدولة تحتاج إلى إمكاناتهم العالية ومهاراتهم المتفردة تلك للحفاظ على كل إنجازات الحزب الوطني في بلدنا الحزين ... ـ


عيد مولدي السعيد

هو يوم من فرط تجاهله أنساه أنا أصلا ، وكعادتي كل عام أذكره بعده ببضعة أيام أو ربما بضعة أسابيع لأستيقظ على حقيقة أني قضيت عاما آخرا من عمري في ظل الذل والعبودية والواقع الأسود الذي نحياه جميعا .. هذه الخاطرة فقط كفيلة بأن تجعل منه يوم عزاء وهو كذلك .. إلا هذه السنة فقد جعله بعض من أقرب أحبابي مناسبة يجب أن يحتفل العالم بها ذات يوم وإن لم يفعل ذلك الآن .. عموا شكرا لهم .. لكن مازلنا نخط سنين عمرنا في سجل حياتنا الأسود وواقعنا البائس ولا عزاء لكل لابسي أقنعة الفرحة .. ولولا عظم مكانة أصدقائي في قلبي ما كان لذلك اليوم إلا ذكرى سيئة عندي .. حتى حين ........


أظنني هكذا استطعت إلى حد ما إزالة معظم تأثير تلك الأقنعة الخادعة التي تغطي حقيقة واقعنا المر ـ على الأقل بالنسبة إلى نفسي ـ وهذا ما يجعلني مستريحا إلى حد ما مطمئنا على سلامة عقلي وإن ادعى الأطباء النفسيون ما يحلو لهم من شيزوفرينيا وغيرها لهم الحق كل الحق في تبرير غفوتنا .. هذه وظيفتهم كي تغدو الحياة أفضل


أخيرا كل عام وأنتم بخير.. هذا إن كنتم بخير هذا العام

تعرف الحب ولكن

في نفس الوقت الذي طغت فيه قصيدة مطر ـ أعرف الحب ولكن ـ على عقلي ، أبى قلبي معناها وردها بتحكم أهله فأصر على أن يعيد إلى مطر القول لكن احترامه منعه وظل يصارع بين حبه لمطر وحبه نفسه
وتحت ضغط المسيطرين عليه لم يجد أمامه إلا أن يكتب لكن لن يستطيع أن يخرج من سيطرة كلمات مطر لأنه الأصل القوة والحب

لذا كتبت مع كل الاحترام لشاعري الأثير الذي سيظل على الدوام محلقا بلا منافس في سماء الحب والحق والحرية


تعرف الحب .. ولكن ؟؟
خشيت الاختيارا
كان الحب عندك نارا
كان شمسا .. كان قمرا ..ـ
كان عصفورا ... كان نهارا
فلما لما أقبل القهر ؟؟
من الخوف قتلته انتحارا

*****

آه لو لم تخش من كلاب على جلدك تتبارى
أه لو احتملت الزيت والغبارا
آه لو قتلت كل جواسيس عينك بعينك
وهدمت الجدارا
آه لو كسرت الحصارا

لما احتلت على نفسك أبدا
ولا جاريت الصغارا
ولأطلقت للحب العنان
وألقمت الظالم منه نارا
ولأغمدت يراع السحر في النحر
وفي الثغر
وفي الصدر
وفي كل بقاع البرد والحر
وما أسميت الحب عارا
ولعظمت امرأ القيس
ولم تلعن نزارا

آه لو كسرت الحصارا
لاستفزت شفتاك الكرز الدامي
بأطباق العذارى
ولزادته احمرارا
ولأطلقت اليد في السجان
تبدي ما توارى

****

تعرف الحب أنت .. ـ
لكن حبك
مات مشنوقا على حبل خوفك
بزنزانة قلبك
لا تقل لم يمت انتحارا

****

سيدي ..
لا تظن القضبان تمنع نور الشمس انتشارا
ولا السجان يقدر على الرعد ... ـ
ولا يمنع الزهر ازدهارا
لا تظن أن حبك كسيح
لو به جهد على المشي لسارا

****

حبك قبلة القلب يصلي إليها
كلما الزمان جارا
حبك قصة عز
زاده الظلم انتصارا
حبك ماء وهواء
حبك روح تمنح الروح
فلا تقتله من الخوف اندثارا

****

أعرف أنك تعزف دمعا
وتشدو دماء
وتحيا انتظارا
لكن
لا تنسى في سكرك شوق السكارى

****

فاعذرني
إن أنا أشعلت أنغامك حبا
وأشرعت الستارا
أنا لا أملك قلبا مستعارا

اعرف الحب

مرت بي الفترة الماضية مجموعة أحداث جعلتني أتذكر تحفة مطر الخالدة ـ أعرف الحب ولكن ـ وعلى الرغم من أن هذه الأحداث قد ولت أسأل الله أن لا تعود بأي شكل من أشكالها إلا أني أحب مطر وروحه .ـ



هتفت بي : إنني مت انتظارا

شفتي جفت

وروحي ذبلت

والنهد غارا

وبغاباتي جراح لا تداوى

وبصحرائي لهيب لا يدارى

فمتى يا شاعري .. تطفئ صحرائي احتراقا

ومتى تدمل غاباتي انفجارا

إنني أعددت قلبي لك مهدا

ومن الحب دثارا

وتأملت مرارا

وتألمت مرارا فإذا نبضك إطلاق رصاص

وأغانيك عويل وأحاسيسك قتلى

وأمانيك اُسارى

وإذا أنت بقايا من رماد وشظايا

تعصف الريح بها عصفا وتذروها نثارا

أنت لا تعرف ما الحب وعبثا متُّ انتظارا

,,,,,,رحمة الله على قلبك يا أنثى

ولا أبدى اعتذاري

اعرف الحب ولكن ...ـ

لم أكن املك في الأمر اختيارا

كان طوفان الأسى يهدر في صدري

وكان الحب نارا

فتوارى !!

كان شمسا .. واختفى لما طوى الليل النهارا

كان عصفورا يغني فوق أهدابي

فلما اقبل الصياد طارا

آه لو لم يطلق الحكام في جلدي كلابا تتبارى

آه لو لم يملأوا مجرى دمي زيتا

وأنفاسي غبارا

آه لو لم يزرعوا الدمع جواسيس على عيني بعيني

ويقيموا حاجزا بيني وبيني

آه لو لم يطبقوا حولي الحصارا ...ـ

ولو احتلت على نفسي فجاريت الصغارا

وتناسيت الصغارا

لتنزلت بأشعاري على وجد الحيارى

مثلما ينحل غيم في الصحارىو لأغمدت يراع السحر في النحر

وفي الثغر

وفي الصدر

وفي كل بقاع البرد والحر

وهيجت جنون الرغبات الحمر

حتى تصبح العفة عارا

و لأشعلت البحارا

و لأنطقت الحجارا

و لخبأت (امرؤ القيس ) بجيبي

و لألغيت نزارا

آه لو لم يطبقوا حولي الحصارا

لاستفزت شفتاي الكرز الدامي

بأطباق العذارى

و لزادته احمرارا

و لأرسلت يدي ترعى

فتخفي ما بدا هصرا

وتبدي ما توارى

و لأيقظت السكون العذب

في غاباتهن البكر عصفا واستعارا

و لأرقصت القفارا

و لألقيت على خلجانهن الموج
حرا مستثارا

فيصارعِـن اختناقا

ويصارعِـن انبهارا

ثم يستلقين تحت الزبد الطاغي

يغالبن الدوارا

اعرف الحب أنا

لكن حبي

مات مشنوقا على حبل شراييني

بزنزانة قلبي

لا تظني أنه مات انتحارا

لا تظني أنه دالية جفت

فلم تطرح ثمارا

لا تظني انه حب كسيح

لو به جهد على المشي سارا

لا تظني

واصفحي عنه وعني

أنا داعبت على المسرح أوتاري

وأنشأت اغني

غير أني

لم أكد أبدأ حتى

أطلقوا عشرين كلبا خلف لحني

تملأ المسرح عقرا ونباحا وسعارا

وأنا الراكض من ركن لركن

لي قلب واحد

عاث به العقر دمارا

فانا اعزف دمعا

وأنا أشدو دماء

وأنا أحيا انتظارا

وأنا في سكرتي .. لا وقت عندي

كي أغني للسكارى

فاعذريني

إن أنا أطفأت أنغامي

وأسدلت الستارا

أنا لا أملك قلبا مستعارا

تاجان

تأخرت الآونة الأخيرة في التدوين نظرا لظروف نفسية كنت أمر بها أسأل الله أن يذهبها عني تماما إضافة إلى انشغالي بتسليم مشاريع الكلية إلى الآن فادعوا لي بالتوفيق

في هذه الفترة كنت نشرت على غير السياق حواري مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد والذي استغربه البعض معللين بأني انتهجت منهجا ساخرا في المدونة يمنع مثل تلك المواضيع الجادة من أن تأخذ مكانها في السياق العام لمواضيع المدونة ... ـ
طبعا ابتلعت الإهانة الموجهة للمواضيع السابقة وقلت أن اسم المدونة لا يعني بالضرورة أن يكون كل ما فيها يثير الضحك ، بل أني لا أعتقد أن على السخرية دائما أن تثير الضحك بل إنها أحيانا تظهر المخفي أو توقظ النائم أو ربما تدمع العين وتدمي القلب ... ليس معنى السخرية إلقاء النكات وإنما أعتقد أن معناها التمرد على القوالب المعدة سلفا للاحتواء على جميع الأصعدة وأعتقد أني مطالب على الأقل أمام نفسي ـ التي تقرأ ما أكتب بمنتهى الاهتمام بل وتنتظره على أحر من الجمر كما يقولون ـ مطالب بكتابة تدوينة أخرى عن معنى السخرية التي أعتقد ودلالات اسم المدونة لكن هذا ليس الآن على الأقل

لكن

حتى نعود مرة أخرى إلى سياق المدونة كما أخبروني من المواضيع الساخرة غير الجادة فإنني تلقيت في الأسبوعين الماضيين تاجين من الأخت حور الجنة والمبدع عبد الرحمن عياش وعلى الرغم من السذاجة الغالبة على أسئلة معظم التاجات والتي لا يسأل عنها من أرسلها وإنما من كتبها فإنني سأحاول أن أضع إجابتي التي من المتوقع أن تكون أكثر منهم سذاجة وإن رآها البعض غير ذلك
لذا أعتقد أنه ليس من حق أحد أن يلومني على ما أكتب وأن يغضب منه
هذا فقط للعلم

أبدأ بتاج حور الجنة لأسبقيته في الوصول وهو للعلم يتفق مع أحد تاجين مررهما لي عبد الرحمن

قالوا لك اختار عصر من عصور مصر علشان تعيش فيه تختار أى عصر وفى عهد أى حاكم .. واشمعنى ؟
هذا سؤال محرج في الحقيقة فأنا أعتقد أن كل عصور مصر ظلامية دكتاتورية وإن شهدت فترات صحوة إجبارية سرعان ما كانت تعود فيها إلى أصل حالتها من العبودية والذل والدكتاتورية
لذا أرجو إتاحة فرصة التخيل لي لكي أختار عصر من العصور العالمية وهنا سأجد عندي إجابات كثيرا حتما

أول أولوية فى حياتك عيلتك ولا شغلك ولا اصحابك؟
ليسوا هؤلاء إن كنت تسأل عن الأول فأعتقده حريتي

ايه تانى بلد تتمنى تعيش فيها بعد مصر ؟؟
هذا إن سلمت أنا أن أول بلد أتمنى العيش فيه هو مصر ؟؟ كيف عرفت أيها الفلكي عموما أنا أتمنى العيش في أي مكان أعامل فيه كإنسان وهذا ما أفضله عن مصر حاليا

ايه أكتر حاجة بتحبها فى رمضان ؟
الشيخ ياسر سلامة في مسجد السلام بالحي العاشر أدام الله روعة أدائه

أوصف أجمل فطار ممكن تفطره؟
حسنا حين آكل باطمئنان ولا أعتقد أن هناك من يمكن أن يفسد علي الشهر كله باعتقالي أو اعتقال من أحب حتى الأن أعتقد أن هذا هو أجمل إفطار لكن من الممكن حينها أن أصف لك إفطار أجمل

لو انت حاكم على مجموعة من الأفراد حتكون عادل ؟ طب حتتأكد أزاى انك حاكم عادل ؟؟
ههههههههههههههه معذرة أعتقد انه سؤال مضحك أو مغرق في السذاجة ولكي لا تلمني إذهب بالسؤال لحاكمك حسني مبارك وإن أخبرك أنه سيكون ظالم وإن لم يذكر لك دلالات عدله التي تضائل أمامها عدل عمر لأصبتني بالإندهاش
سيدي لا يمكن أن يصف إنسان نفسه بالظلم وبالتالي لا يمكن أن تسأله عن عدله ولكن اسأل من يحكم عنه بعد أن تتأكد أن لا يسمعك مخبريه

مين أكتر اعلامى مصرى بتحترمه ؟
إبراهيم عيسى .. وأعتقد أن عليه أن يدفع ثمن ذلك الاحترام الذي يكنه له الكثير غيري

لو ممكن تشتغل شغلانة تانية كنت تتمنى تبقى ايه ؟؟
باعتبار بلدنا مثلا تعاني من قلة الموارد البشرية وكثرة الوظائف الشاغرة في ظل التنمية الشاملة التي نعيشها الآن ؟؟
لن أحب إلا أن أكون كما أنا صانع صور ذهنية كما يصر على ذلك أستاذي في المعهد

اوصف ترتيبات اجمل فرح ممكن تحضره ؟
حسنا .. لكن تخيل معي
أجمل فرح أتمنى أن أحضره يبدأ بقرآن للشيخ عبد الباسط يليه مجموعة أغاني للشيخ إمام يتخللها بالتبادل مجموعة من قصائد مطر بصوته وحبذا لو تولى هو التقديم والتهنئة بعدها يأتي دور الملك محمد منير يتبعه فاصل من مجموعة مقطوعات موسيقية لنصير شمة وينتهي الحفل بفقرة للمبدع موسى مصطفى وبالذات أغنيتيه اانساك ولو تسمعي لن أنسى طبعا جوليا بطرس ويرحل الموجودين على صوت الوداع من أحمد مطر مرة أخرى
لكني أعتقد أنه لن يحضر مثل هذا العرس غيري ....ـ

بتراعى كلام الناس والقيل والقال ؟؟ ولو اه او لا قول ليه ؟
هذا سؤال لا يمكن الإجابة عنه إجابة واحدة لذا
الإجابة الأولى
نعم أراعي جدا ومن ذا الذي لا يراعي إلا كل جاهل متكبر كلام الناس مرآة النفس
وإجابة أخرى
طبعا لا والضعيف هو من يحكم على نفسه بكلام غيره فالمرأ أدرى الناس بنفسه وعيوبها ومميزاتها كما أن من الضعف أن تتوقف حياة الفرد على رأي غيره فيه
كلام الناس لا بيقدم ولا يأخر
إجابة ثالثة
في الحقيقة كلام الناس ينقسم كما تنقسم المواضيع التي يتحدثون فيها لذا فمن الجهل أن يحمل كلام الناس كله في كفة زاحدة أعتقد أن السؤال يفتقر إلى العقل سيدي

لك الحق في اختيار ما تريد من إجابات فكلها تعبر عني

صحيت من النوم ملقتش الموبايل ولا الكمبيوتر ولا الكاميرا الديجيتال ورجعنا لعصر الحمام الزاجل والحصنة هتكون سعيد ؟
طبعا لا هذا أقصى ما يتناه حاكم ظالم وقائد يحجر على آراء غيره

السعادة هى ..؟
الرضـــــــــا

عندك أمل ؟ اسبابك ؟
ومن أين يأتي الأمل يا مسكين .... أنا أقترح عليك أن كنت تعاني من آثار ذلك المخدر الذي يدعونه أمل أن تعالجه بمجوعة قصائد أحمد مطر فربما تشفيك
يبقى أملي في رحمة ربي كبيرا سيدي بعيدا عن كل الظلمات

لما بتحب تهرب من كل شئ بتروح فين ؟؟
حاولت وفشلت لولا مساعدة بعض ممن أحبهم فبالتالي أذهب إليهم

امتى اول مرة خدت فيها نفس طويل وقلت ياااه انا فعلا كبرت ؟؟
لم يحدث ذلك حتى الآن فمازلت أسير صغر عقلي وإن تظاهرت بالكبر وتظاهر معي المجتمع بذلك

بتشرب سجاير ؟؟ وايه شعورك اما ست او راجل بيشرب سجاير ؟ ليه ؟
لا
إن كان بعيدا لا أشعر نحوه بشيء وإن كان قريبا أشعر بالنفور من الرائحة

بتعرف ايدك اليمين من الشمال ازاى ؟؟
كنت أعرفها بالساعة التي كنت ألبسها في اليمين ولما لم أعد ألبسها عدت إلى الحيرة بينهما
لا تضحك أرجوك وأرسل لي ساعة إن أردت المساعدة لكن انتقي

ايه اكتر الة موسيقية بتحبها ؟
العود
واسمع نصير شمة إن أردت أن تعجبك

ايه الحاجة اللى لو حصلت لك حتبقى سعيد اوى ؟
أن أصبح حرا في بلدي

تحب يبقى عندك ارض زراعية ولااجنس عربيات ولاكام عمارة ولافلوس فى البنك ؟
هذا يتوقف على مساحة الأرض وحجم الأجنس وعدد العمارات وكمية الفلوس فإن تساوو أعتقد أن الأفضل الفلوس فهي الوحيدة القادرة على التحويل إلى سويسرا حيث لن يحجر عليها الحزب الوطني

البحر ولا النيل ؟
البحر يغرق العبارات والنيل يصيب بالفشل الكبدي

مركب ولا طيارة ؟
المركب يغرق والطائرة تسقط

مجنون ولا عاقل ؟
المجنون مهان والعاقل متهم

تقرا كتاب ولا تتفرج على فيلم ؟
الإثنين .. واعذرني .. هذا سؤال غبي

تمرر التاج ده لمين ؟
فكرت كثيرا لكني أعتقد أنه ليس هناك أحد من المدونين أحمل له من الضغائن ما يجعلني أفعل ذلك فيه فلن أمرره حاليا إلى أن يوجد ..


كان هذا التاج المرسل لي من حور الجنة وهو نفسه التاج الثاني لدى عبد الرحمن

لومكنتش مصري بس عربي كانت هتبقى إيه نظرتك للمصريين واللي بيحصل في مصر دلوقتي؟
كنت شعرت بتشفي ورضا فيهم مع بعض الشفقة لزوم الإنسانية فهذا شعب يسكت على حاكمه وينحني له ثم ينبطح له ويتساءل بعد ذلك متعجبا لماذا يستقر الحاكم فوقى ؟؟ يطلب من حاكمه بتصرفاته الاستمرار ويتساءل مستنكرا لماذا لم يرحل ؟؟ شعب يخاف من ثمن الحرية ويطلبها وكأنها هدية مجانية تعطى لمن يرغب دون أن يبذل ؟؟
أما ما يحصل الآن فهو منظر مشوه لشعب يريد أن يصرخ ولا يجد من يقوده

لوكنت أوروبي أو غير مسلم بردو إيه نظرتك للعرب والمسلمين؟
متخلفين وهمجيين إلا البعض من الشواذ فيهم

لوقالولك إنت بقيت رئيس جمهورية هتعمل إيه؟
أستقيل

لو كان ينفع ترجع طفل تاني وتخليك طفل علطول هترجع؟ وليه؟
لفظ الرجوع يوحي بأني تعديت تلك المرحلة ... أعتقد سيدي أن الإنسان يظل طفلا حتى تقتله الحقائق ..

لو إنت طبيب وعندك مريض ميؤوس من حالته أيهما تفضل إنك تصارحه بالوضع وتقوله كل شيء بأمر الله في الاخر ولا تغرس فيه الامل لغاية لما يموت ؟
أصارحه طبعا ... يأس واقع خير من أمل منقطع ... ارجع لشعر أحمد مطر كي تتأكد من هذه الحقيقة
روحوا اشتروا هذي البضاعة من دكاكين الولاة
أنا لا أبيع مخدرات

لوسمح لك برؤية الرسول عليه الصلاة والسلام وإنك تقوله كلمة واحدة بس أو جملة واحدة بس هتكون إيه؟
ادع لي يا رسول الله أكون معك في الجنة ( منتهى الأنانية لكن من قال أنها عيب هنا )ـ

لوخطبت واحدة أو اتخطبتي لواحد وأثناء الخطبة اكتشفت أو اكتشفتي إن الطرف الآخرغير قادر على الإنجاب هيكون تصرفك إيه؟
أعتقد أني حين أخطب لن أخطب معمل تفريخ أو حضانة أطفال وإنما أخطب إنسانة أذوب فيها عشقا على الرغم من حياتنا البائسة لذا فهي كيان إنساني متكامل لا يضيره إن كان الله لم يقدر له الإنجاب
أنا أتزوج روح إلا فأنا أرفض أساسا أن أخطب موديل

لوطلعت القمر هتكتب إيه عليه؟
الحاكمون هم الكلاب .. مع اعتذاري
فالكلاب حفيظة لوفاء
وهم اللصوص القاهرون العاهرون وكلهم عبد بلا استثناء

هذا فقط لو ضمنت أن المخبرين لن يستطيعوا الوصول هناك .. والا سأكتب
...................................................ـ

لوكنا في عصر ازدهار الأندلس كنت تتخيل نفسك إزاي؟
الحقيقة كنت سأعمل على إزالة هذا الحكم الوراثي وأعتقد أني كنت سأجد مكانا بسهوله في أحد سجون الأندلس لكن لم يذكر لنا التاريخ كثيرا عنها حتى أفرد في التخيل ، لكني أعتقد أن ما نراه من سجون اليوم يتخطى قدرتنا الضئيلة في تخيل الأسوء

لوأنا مررت التاج ده لحد وما جاوبش عليه أعمل فيه إيه؟
لا تقلق لن أمرره

لوحد عنده أسئلة تانية بتبدأ بلو يضيفها ويجاوبها
نعم لو أردت أن تسب أحدهم ماذا تقول له ؟

لو هتسافر في أي مكان في الدنيا تعيش فيه هتروح فين ؟
لم توضح .. هل السفر دائم أم أنها رحلة عابرة ؟ إن كان دائم فإلى أي بلد تعاملني كإنسان له كينونة وكرامة
أما إن كانت زيارة عابرة فما تجدي الزيارات إن كانت حتى للفردوس طالما أنك ستعود حتما للسجن ؟؟


كان هذا آخر الأسئلة وأعتقد أني سأعود مرة أخرى لمعدل كتاباتي الغير ثابت نظرا لظروف التسليمات وكورس اللغة الذي أدعو الله أن يفك جهلي وعقدتي منها

عموما ها أنا انتظر نفسي علها تجود علي والله المعين

لقائي مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح


طلبت لقاء الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ـ عضو مكتب الإرشاد ـ بصفة شخصية والحقيقة كانت لدى الرجل سعة صدر أتاحت لمثلي في وقته مكانا

المهم

ذهبت إليه بمكتبه في اتحاد الأطباء العرب وحظيت معه بساعة إلا قليلا من حديث ممتد تناول موضوعين مهمين أولهما نظام الانتخاب الداخلي لدى الإخوان المسلمين والثاني ظاهرة النقد العلني للجماعة في المدونات ثم انصرفت على موعد بلقاء آخر قريبا لاستكمال مواضيع أخرى
ولما كان الحوار على قدر كبير من الأهمية ـ بالنسبة لي على الأقل ـ قررت أن اكتب تدوينة عن أهم ما جاء بالمقابلة بصياغتي وحسب فهمي


كما أسلفت تحدثنا في موضوعين بدأنا بالانتخابات الداخلية

قلت له أني أرى أن النظام الحالي الذي يمنع الترشيح الفردي ويجعل الكل مرشحين هو نظام منقوص وأن الأفضل هو التقدم للترشيح .
فقال أنه لا يوجد أي أصل للكلام الذي يمنع الترشيح المنفرد داخل اللائحة وأنها لم تنص على وجوب الترشيح الجماعي هذا وبالتالي فهو لا يرى أي مانع من أن يتقدم أحد للترشيح بل ويعرض برنامجه لإدارة المسؤولية المرشح لها على إخوانه بل إنه يحفز ذلك ويحض عليه
وأضاف أن القول ـ بأن لا تعطى الولاية لمن يطلبها ـ هو استدلال في غير محله حيث أن هذه المسئولية ليست ولاية وإنما هي تطوع بخدمة كما يتطوع أحد مثلا لتنظيف مكان يجلس فيه مع إخوانه فلا يجوز أن نقول له أننا لا نعطي الولاية .. لمن يطلبها لكن من الممكن أن نقول أننا لا نعتقد صلاحيته لأداء هذا العمل وأننا نرشح غيره له

قاطعته أن هذه الثقافة التي يتحدث عنها غير موجودة على الإطلاق في الواقع التنفيذي وأنه إن تقدم أحد للترشح فإنه قد يمنع غالبا أو حتى ينظر إليه نظرة سلبية على اعتبار أنه طالب للمسؤولية راغبا فيها

فأجاب بأن على الراغبين في تغيير هذه الثقافة أن يعملوا على إلقاء حجر في الماء الراكد وتحريك المناقشة الداخلية لهذه المسألة وعليهم أن يتحملوا العنت الذي سيواجهونه تجاه ذلك

فأجبته أليس من الأفضل أن يصدر توضيح من القيادة باستحباب الترشح أو إلزامه وأن ذلك سيحل بكل سهولة هذه المسألة لدى القواعد ، فأخبرني ساعتها أن علي أن لا أنتظر قرار القيادة هذا لأنه لن يصدر لعدم وجود اتفاق نحوه

تحدثت بعدها عن معايير التصعيد في المستويات الإدارية المختلفة داخل الجماعة وعدم وضوحها بالقدر الكافي فأجابني بأنها واضحة لدى قسم التربية لكن المشكلة في التطبيق

أخيرا في هذا الموضوع أخبرته عن رأيي في أنه من الأفضل انتخاب القيادة العليا للجماعة بالاقتراع المباشر من القواعد بدلا من الاقتراع المتدرج القائم حاليا

فقال أن ذلك طبعا أفضل لكن هذه آليات انتخابية قد نختلف عليها لكن الأهم الآن هو انتخاب مكتب الإرشاد أصلا حيث أنه لم تجري انتخابات لتجديده منذ عام 94 بحجة التهديد الأمني باعتقال كامل مكتب الشورى حال انعقاده لكن على الجماعة أن تبحث في حلول بديلة لإجراء الانتخابات خاصة مع وجود بدائل مطروحة لإجرائها دونت الحاجة إلى اجتماع مجلس شورى الجماعة في مكان واحد


هنا أذن لصلاة المغرب فقمنا للصلاة وعدنا لنكمل الكلام في الموضوع التالي وهو النقد الداخلي العلني على المدونات


المدونات والنقد الداخلي

بدأت الحديث وأنا أخبره أني ومجموعة من إخواني فكرنا في صناعة رأي عام داخلي ( داخل الإخوان ) لدى القواعد في مواجهة بعض التصرفات من القيادة وأننا نريد بذلك رفع الوعي لدي القواعد كما نريد الضغط داخليا على القيادة لاتخاذ قرارات قد نظن أنها تفيد الجماعة ، فلجأنا إلى عمل مدونة ناقمة على تصرفات القيادة .. ـ قاطعني قال ليست ناقمة وإنما قل مختلفة مع القيادة ـ قلت حسنا مختلفة معها المهم فوجئنا بسيل من الاتهامات والاعتراضات على ما فعلنا منها أننا نعمل على تشويه صورة الجماعة وصرف محبيها عنها وأننا نقدم للأمن معلومات مجانية وأننا نعمل على نشر غسيل الجماعة المتسخ و..و..و

فأجابني أن ما تفعلونه حق مشروع لا غضاضة فيه إطلاقا .. لكن عليكم مراعاة طريقة نقدكم وحرصكم على المصلحة العامة للجماعة وتطويرها والرقي بها فإنني يمكنني أن أقبل من أحد كلام كثير لا أقبل ربعه من سواه إن استشعرت إخلاصه وحرصه علي ..
أما من يقول لكم أنكم تشوهون الجماعة فهذا لا يحدث لأن الأخطاء لا تشوه جماعة أيا كانت لأنه منذ النبي صلى الله عليه وسلم لم توجد جماعة بلا أخطاء فليس العيب في الخطأ بل في الإصرار عليه ولا يمكن أن يكون مراجعة الآراء ومحاولة إصلاح الأخطاء تشويها بأي صورة كانت بل هذا يعد تصحيحا وتكميلا للجماعة وبالتالي ليس لأحد الادعاء أيضا أن هذا يؤثر على محبي الجماعة الغير منتمين إليها لأنه ليس عليهم الاعتقاد في عصمة الجماعة من الأخطاء وإنما عليهم أن يعتقدوا في صلاح فكرها وإخلاص أفرادها
أما القول بأن الكلام فيه خطورة أمنية فهذا مناف للواقع لأن الأمن يعرف كل هذه الأمور المكتوبة أصلا ولا يحتاج إلى المدونات لمعرفتها
ثم قال عن حق الفرد داخل الجماعة في إبداء آراء علنية تخالفها أن ذلك جائز وأراني مقال للمرشد العام كان أمامه يقول فيه ـ أن من حق أي فرد داخل الجماعة إبداء رأيه فيما تقوله لكن القرارات لا تخرج إلا مني - وأضاف موضحا يقصد المرشد طبعا نفسه بصفته المؤسسية مرشد الجماعة

وختم كلامه لي في هذا الموضوع قائلا يا إبراهيم توكلوا على الله ولا تخشو أحدا فقط تأكدوا من إخلاصكم وحرصكم على المصلحة العامة وحسنوا ألفاظكم ثم أمضوا في طريقكم حريصين على دعوتكم وهيئتكم "الإخوان المسلمون " التى نعتز بها ويجب أن نحرص على استمرارها قوية معافاة من كل شائبة .

انتهزت الفرصة فقلت له أننا نرغب في مشاركته الشخصية في التعليق على ما يكتب من أطروحات أو الكتابة في ما يثار من مواضيع فلم يبد ممانعة في ذلك وانصرفت على وعد مني بإرسال ما كتب له ليراجعه وعلى موعد آخر قريبا بإذن الله

الرد

حين كتبت المقال الماضي لم تهدأ نفسي حتى كتبت هذا المقال كرد عليه وهكذا نفسي تصر على ألا تترك نفسي تنعم براحة حتى تردها إلى سابق عهدها ... ما هو سابق عهدها ؟؟ ... حسنا ... لا أدري
أخبرتني فجأة أني لا أشعر


لم أتركها
أقسمت بأن اثبت لها أني أشعر


سهل ...ـ

الأمر قطعا سهل ...ـ

كلهم فعلوا ذلك قبلي .. ـ


أثبتوا لأنفسهم وللعالم أجمع أنهم يشعرون أو هكذا بدا ..ـ

فقط بضع كلمات ساهمة

لا تفهم ... ـ

لا تعقل ....ـ

لكنها تبدو حزينة


هكذا فقط تبدو


اكتبها


واقرأها

ثم أذرف عبرتين لتكمل المشهد الحزين ...

لالالا ثلاث عبرات أفضل



هكذا ....


إذن أنت الآن تشعر ....



هيا انتبه لحياتك ولا تلفت لهم

مقال ...ـ

لم أكن مستعدا لأنشر مثل هذه المقالات التي مازلت أعتقد أن لها من الخصوصية ما يمنعها من النشر لكن كسرت هذه الخصوصية بفعل فاعلين
ولما كسرت لم أرى داعيا لمنعها

هذا المقال كتبته في كافيتريا الكلية كنت ساعتها أشعر به

أما الآن فأعتقد أن غيري من كتبه فلا تلوموني على ما فيه ...

لكن بكل تأكيد يمكن أن تلوموا كاتبه



غصة في الحلق
ضيق في الصدر
ذلك الاحساس بأن ضلوعك غاضبة من قلبك أو أن قلبك أسير ضلوع قاسية تمنعه حريته ..
عقلك يفكر في ... لاشيء

يتسائل ؟؟ وربما يتخيل ـ لست أدري ـ

لما .. ؟ كيف ...؟؟ أين ؟؟؟ متى ....؟؟؟؟

مع العديد من التأوهات والإضطرابات التي ترسم على الوجه صورة متنافرة العناصر متقلبة الأشكال غير مفهومة على الإطلاق . ابتسامات تتبعها زفرات ، تتخللها نظرات .. تارة مقتحمة جريئة وتارة منكسرة ذليلة وأخرى تائهة حائرة وأحيانا نظرات بلا معنى فقط ساهمة

هل هذا إحساس ؟؟؟ ربما لكن .....

لما .. ؟ كيف ...؟؟ أين ؟؟؟ متى ....؟؟؟؟

يكاد قلبي ينفطر ... أشعر بضرباته كمطرقة مسرعة تسابق الوقت لتقهر قطعة حديد بائسة أوقعها حظها العاثر في حب سندان ..


يكاد القلب يتوقف ... أشعر بضرباته أيضا كمطرقة توشك أن تقف بعد أن قررت أنه قد حان وقت فراق قطعة الحديد للسندان


آمال .... وأحيانا أوهام ... يغلفها اليأس في الغالب لكن تحدوها أحيانا أفكار ربما تصنع تبريرا لسخف تلك الأحلام

حالة من لا شيء ....
لا ليست كذلك ... هي حالة من كل شيء

لا أيضا ليست كذلك هي حب هي كره هي فرح هي حزن هي لوعة هي عبرة .. هي هي هي .... لست أدري ما هي .. ؟؟؟؟

ترى هل يعرفها الشعراء ......... ؟؟
أو يفهمها العقلاء .....................؟؟؟


كيف أصفها إذن ؟؟؟

ممممممممممممم

لا يبدو لها وصف !!

يقول صديقي قل ماذا حدث أصف لك ما تشعر ؟؟؟

بكل صدق أخبرته لم يحدث شيء فقط هو ما وصفت .. !! تركني لاعنا جنوني وراثيا لحالي .

تقول صديقتي حين سخرت من ( نزار ) ـ لا تنظر بعقلك .. أنظر بقلبك .. ) .. سخرت منها أيضا
هكذا أخبرتني بكل بساطة أني لا أشعر لأني لم أذق ومن ذاق عرف .. كما تدعي

حين عرف صديقي أخبرني ساخرا ( هذه لعنة نزار )
لم أتركه حتى قال

هي لعنة عصر مظلم .. في بلد بائس .. ولشخص أكثر بؤسا ..

ضحكت ومضيت اتغنى بشعر لمطر يقول أعرف الحب ولكن ....

ولكن

ولكن


لكني حتى الآن لم أفهم

لما .. ؟ كيف ...؟؟ أين ؟؟؟ متى ....؟؟؟؟


بس

الطريق






هذه الحلقة الثالثة من سلسلة العمرة التي بدأت أدعوا الله أن أنتهي منها

المهم

أين توقفنا ؟؟؟

نعم .. نعم .. العبارة

وما أدراك ما العبارة
لن أطيل الوصف لأني أمل .. فقط هي ذلك الشيء الذي يستخدمه غيرنا ليرتاحوا ونستخدمه نحن لننحشر .. أو لنغرق .. مثل كل سيارات النقل العام المصرية كتلة بشرية تكاد لا ترى شيئا سوى أجسام محشورة كل حسب نباهته في اختيار مكانه وخبرته كذلك .. في مثل هذه الأمكنة يغدو أسفل المنضدة في المطعم مكانا استراتيجيا

طبعا لأنه ليس لي خبرة العبارات ، معتاد فقط على سيارات النقل العام فقد انتقلت بسرعة إلى قاعة كبيرة وحمدت الله أن استطعت أن أحوز مقعدا كنت أنا وبجواري أخي ومرافقنا ذو الخمسين عاما ونيف

بعد حوالي الساعتين من الوقوف قيل أنها للتحميل بدأت السيارة .. أقصد العبارة تتحرك وبعدها بنصف ساعة قمنا بالتناوب للوضوء والصلاة خشية أن نفقد كنزنا الثمين ( مقاعدنا ) . صلينا واقترح علي أخي الذي كان قد تجول في العبارة أن نصعد إلى السطح لجمال المنظر من هناك

وفي عملية نذالة معتادة لرفيقنا الكريم وافقت أن نصعد تاركين له شرف حراسة كراسينا الثمينة .. صعدنا متخطين العشرات من الجثث الملقية في طرقات العبارة الطويلة لنصل بعد عناء إلى السطح

علمنا ونحن نسير أن العبارة بهذه الحالة ليست مزدحمة بدرجة كبيرة إذ أننا في بداية الموسم وأنها في رمضان تحمل ضعف هذا العدد طبعا لم أصدق .. لا يمكن

وصلنا السطح لنجد منظر جميل للبحر شرعت في تصويره ..

بدأنا بإحدى العمليات التي تزيد البأس لدينا . نعد قوارب النجاة والرفاصات لنكتشف أنها مقدر لها أن تحمل ستمائة راكب على الأكثر ولما كانت العبارة تقل ألف راكب على الأقل كان علينا أن نطمئن كثيرا فالناجون من عبارة السلام كانوا يقولون أن القوارب هذه حملت ثلاث أضعاف حمولتها .. إذن العدد كافي على ما يبدو ظلمنا العبارة

التقطنا مجموعة من الصور التذكارية التي توثق متعتنا التي لا غبار عليها .. ولنأكد للحاقدين كم أننا مواطنين سعداء فلا داعي لإشاعات تعكر صفو علاقتنا الحميمة مع حاكمنا المبجل


أنظروا كم نحن سعداء

أربع ساعات هي مدة تحرك السفينة لتصل للجانب الآخر وتستغرق ساعتين لنبدأ بالنزول

الآن نحن في ميناء العقبة أول أرض غير مصرية نطؤها في رحلتنا السعيدة هذي

نحن في الأردن طبعا تلاحظ هذا بسهولة من صورة الملك الكبيرة الموجود في مدخل الميناء وعلى جدران المبنى الإداري .. من السهل أن تعرف أي بلد عربي أنت .. فقط إن كنت تعرف صورة حاكمه أو من يركبه

ظللنا في الميناء قرابة خمس ساعات ريثما نتمكن من إنهاء الإجراءات ـ تفوقوا على مصر بسرعة أدائهم ـ
انطلقنا بعدها بالحافلة ناحية الحدود السعودية ـ ملاحظة لهيئة الطرق طرق الأردن والسعودية أنظف وأفضل وأكثر راحة من الطرق المصرية ـ عموما كان الليل قد ألقى ظلاله كما يقولون وهكذا حاولت النوم لكن لم أستطع فقط اكتشفت المأساة كنا جالسين في الكراسي الأخيرة بالحافلة فوق المحرك الذي يبدو أنه يستخدم للتدفئة أو لطهي الطعام لست خبيرا في استعمالات المحرك لكن فقط أعرف أنه استطاع أن يحيلنا كتلة من العرق المغلي العجيب في الأمر أن أخي راح في سبات عميق وهو الذي لا يستطيع النوم في السيارات كما يدعي

وصلنا مع طلوع الفجر إلى حالة عمار وهي أول مدينة سعودية في الطريق والحقيقة لم نواجه متاعب تذكر في خروجنا من الأردن ودخولنا السعودية يبدوا أن مطر متشائم قليلا إذ نحن هؤلاء نحصل على كل حقوق البغال في العبور بلا مضايقات

في حالة عمار قرر الفوج التوقف ريثما ينام السائق وهكذا توقفنا خمس ساعات أخرى تقريبا حتى أشرقت الشمس لم أفعل فيها سوى أن عرفت جحور النمل في حالة عمار بجوار الرصيف

تحركنا من حالة عمار لنتوقف في خيبر بعدها بأقل من الساعة هؤلاء الناس يقضون نصف رحلتهم في الطريق يبدو أنهم مستمتعون بذلك إذ بمجرد توقف الحافلة الكل يعرف عمله بسرعة تفرد الفرش وتهيئ النار ويوضع كافة أنواع الطعام بداية من اللحم حتى الفول بالزيت الحار ثم طبعا الشاي والقهوة هذه أشياء لا تنسى يبدو أنهم مستمتعون فعلا ..

تركنا خيبر لنتوقف في تبوك صلينا الظهر والعصر ودخلنا أحد المطاعم لنجد الرجل مرتبكا جدا وكأننا قتلة طلبنا منه دجاجة فأدخلنا حجرة داخلية كأننا طلبنا ( قرش بودرة ) المهم غاب قليلا وعاد بصحن كبير قطره تقريبا نصف متر به أرز مخلوط بالبهارات والزبيب تستقر أعلاه دجاجة كاملة .. لا داعي لوصف أدق فالتأمل يحتاج وقت لم أقدر على انتظاره .. ربع ساعة تقريبا كانت كفيلة لنقل الدجاجة إلى داخل بطوننا الكريمة لكنا لم نقدر على نقل الأرز كاملا .. كان الأكل لذيذا جدا ـ من قال أن السعوديين لا يجيدون الطهي ..؟؟ ـ

قمنا مثقلين نقدنا الرجل المرتبك حسابه وإذا به كما اللصوص بطلب منا الخروج من باب خلفي سألته عن السبب مما يخاف ؟؟ .. برعب بالغ أخبرني من رجال الهيئة ـ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ إذ أن الوقت وقت صلاة العصر وعلى الجميع إغلاق أعمالهم ... تعاطفت معه وخرجت كما أرشدني لاعنا في سري كل فهم أحمق لديننا اليسير .. لم إذن جعل الله وقت الصلاة ممتدا ؟؟؟ لست أدري لم ذكروني بأولئك الذين يضربون كلبين يتزاوجان بحجة الحفاظ على الدين في الطرقات ... جهل عافاكم الله منه

رجعنا إلى الحافلة فوجدناهم مازالوا يعدون طعامهم انتظرنا على مضض هؤلاء الناس يسيرون ساعة ويقفون ساعة لن يصلوا اليوم بالتأكيد

خيب ظني السائق بعد ذلك إذ لم يتوقفوا إلا بعد عشر ساعات تقريبا في المدينة المنورة

دخلنا المدينة مع أذان المغرب لنتوجه كما المحرومين إلى المسجد النبوي الشريف أخيرا أنهينا معاناة السفر

شعور جميل وغريب لست أدري كيف أصفه ـ هل يوصف الشعور ؟؟ ـ عموما إن أردت أن تجربه فقط اذهب إلى العمرة بالطريقة البرية ثم انس تصريح الخروج من السجن وفقط ارجع لإحضاره وانطلق بكل سهولة إلى السعودية عبر المواصلات السهلة عندما تصل أنصحك .. أن تتجه إلى المسجد النبوي قبل أن تفعل شيئا آخر .. أذكرك هذه الطرقة سهلة لذا لا تتفلسف من البداية وتحضر التصريح لن تشعر حينها بما شعرت .. هذا فقط إن أردت أن تعرف

ودعنا رفيق معاناتنا وقابلنا أبي لنذهب إلى الفندق وهكذا بدأت أولى مراحل رحلتنا الجميلة


المدينة المنورة

بكل بهائها
ونظافتها
وترتيبها
وسياراتها التي تحترم إشارة المرور
والمسجد النبوي
بنظافته
وتكييفه
وهدوئه
وشرف احتوائه على قبر الرسول
هذا غير
علماءه
والعاملين في الزجر بالمعروف والإرهاب من المنكر
وإغلاقه ليلا
و..........ـ

عموما المدينة بجمالها الذي يحاولون طمسه ... ـ

من هم ؟؟ .. !! ـ

حسنا في المرة القادمة أخبرك

ارجع ...!! ـ





هذه ثاني المقالات في سلسلة حديثي عن العمرة المباركة في بلادنا البائسة


ميناء نويبع .... ـ
هكذا قرأنا على لافتة متهالكة تصف المكان ،، وهكذا تنفس الجميع الصعداء ... آخر بقعة مصرية ... بعدها سنغدوا أجانب ـ وإن أقسم القوميون على غير ذلك ـ هنا تنتهي سلطة أمن الدولة ـ ربما لتحل مكانها سلطة أخرى ـ

المهم أنها تنتهي بعد هذا المكان

بعد هذا المكان .. لن تصدم عينيك صور مبارك والعبور للمستقبل والفكر الجديد ... ربما لتنتقل إلى صور قطعة شطرنج أخرى يسبح غيرك بحمدها .... لكن هذا خير .. قد يكسر التغيير الملل

كان لدي فضول عجيب لأرى كيف ينافق غيرنا غيره
وكيف يركب غيره غيرنا

المهم

بعيدا عن هذه الخواطر العجيبة التي لا أظن أنها قد تجتاح رأس معتمر ، بيد أن رأسي قد ابتليت بها ،، عافاكم الله

نرجع إلى وصف الميناء الذي هو من المفترض آخر مكان يراه المغادرون وأول مكان من ـ مصر الكنانة ، مصر العبور ، مصر الفكر ، مصر مبارك ـ يراه القادمون

حتى لا أتعب في وصف قد أتهم فيه بالمبالغة والتشاؤم ، وحتى تقترب الصورة ،، فإن المكان لا يختلف في قذارته وتخلفه وفوضويته وبدائيته عن أي مرفق حكومي آخر ـ هكذا أنا محايد ـ هو شيء أقرب إلى موقف عبود لسيارات الأجرة الموجود في القاهرة تماما بيد أنه يقع على البحر
نفس الكراسي الخشبية المنهكة من مر الشكوى .. نفس الوجوه الكالحة التي تقرأ فيها كل ما يعانيه هذا البلد من ظلم وقهر وفقر .. نفس السيارات التي تكاد تقتصر مهمتها على زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري في الأرض والاحتباس الجسدي للراكبين

توقفت السيارة في منتصف الميناء تقريبا وأخبرنا المشرف أن علينا أن نذهب لنختم الجوازات بتأشيرة الخروج ، استعدادا لركوب العبارة والمغادرة

تحركت بخطى سريعة ووجه باسم ونفس ساخرة كما هي عادتي في الغالب ، لأقف أمام ضابط الجوازات استعدادا لختم خروجي
ـ رايح فين ؟؟ ـ أكيد هو من يقول ـ
ـ عمرة إن شاء الله .. ـ طبعا هذا أنا ـ
ـ يعني خارج على فين ؟؟ وابتسامة بلهاء
ـ السعودية إن شاء الله .. وابتسامة أكثر بلاهة
ـ السعودية ولا الأردن ؟؟ وابتسامة ساخرة
ـ بص اللى تشوفو سعادتك .. وابتسامة مخنوق
ـ وهو ينظر إلى الجواز فين تصريح السفر ؟؟؟
ـ ماهو في إيدك ياباشا
ـ لا ده الجواز فين التصريح ؟؟؟
- لا رد
ـ طيب ياعسل ماينفعش روح هاته وتعالى أختملك
ـ ابتسامة بلهاء ( حتى الآن أشعر أنه يمزح ) ـ
ـ بقولك ماينفعش إنت هاترجع
ـ نعم ؟؟ ( بدأت أشعر أنه لا يمزح ) ـ
ـ يابني أنا مابهزرش جوازك مش مختوم من التجنيد ومحتاج تصريح سفر من الجيش
ـ ما أنا جبت الورق بتاع الجيش وخدوه في الجوازات وبناء عليه طلعولي الجواز
- يابني أنا ماليش فيه دي تعليمات لازم تجيبه تاني وتطلع تصريح خروج
- والحل
- أبدا إرجع هاته وتعالى
لا يعلم هذا الظريف أنه يتكلم عن مسافة أكثر من خمسمائة كيلو تقريبا أشعر أنه يظن أني أسكن خلف الميناء

طبعا لست في حاجة إلى إكمال الحوار حيث أن الباقي تدخل أبي في المناقشة ليتبين أن أخي إسماعيل أيضا له نفس المشكلة



بدأنا في البحث عن أي مخرج لدى رئيس الميناء أو أي من العاملين فيه لكن كانت الإجابة تنتهي بأن هذه تعليمات الجيش ، حتى أن الضابط المسئول قال لأبي أن لو رئيس الجمهورية نفسه هنا ما يعرفش يخلصها ـ طبعا ابتسمت رغما عن الموقف من سذاجة هذا الضابط ـ لكن في النهاية اتضح أن علينا أنا وإسماعيل أن نعود أدراجنا مرة أخرى لكي نستخرج تصريح بالسفر من إدارة التجنيد بالقاهرة

ملحوظة
تصريح السفر يتطلب نفس الأوراق المطلوبة أساسا لعمل الجواز وبالتالي لا يمكن أن يستخرج أحد جواز سفر دون أن يكون له الحق في استخراج تصريح بالسفر
إذن ما أهميته ؟؟
هههه وهل هذا سؤال ؟؟؟ ... أزمة ورق طبعا

طبعا لست بحاجة لأن أصف لكم حالتي وأخي حينئذ ... تصور كل أحلام العمرة والصفاء والبيت الحرام ومسجد الرسول فضلا عن أحلامي الخاصة في رؤية كيف تنافق الشعوب وكيف يركب الحكام ... كل هذا ينهار فجأة

ولماذا ؟؟؟

فقط لأن الجيش يحب الورق ..!!


بعد مداولات ومحاولات من كل من يعرفنا ومن لا يعرفنا لم تفض لشيء
أخذنا قرارانا الوحيد الذي لا نملك غيره


العودة


بكل ما تحمله
من حزن
وقهر
وأسى
ويأس
وبؤس

وكل معنى سيء أعرفه

العودة

إلى أغبى
وأحقر
وأشنع
و...و...و...و .... حكومة عرفها التاريخ

فقط تذكرت أبيات لمطر يحسد فيها الحيوانات على نعمة عدم المرور من أمام جوازات الدول العربية
يقول
وتمرق الجمال من مراكز الحدود
في أسفارها
وتمرق البغال في آثارها
من غير إثباتات
بلا مضايقات
ونحن نسل آدم
لسنا من الأحياء في أوطاننا
ولا من الأموات

خرجنا نحمل كل تلك المشاعر والخواطر لترسم على وجهينا صورة متجسدة للحزن والقهر
أعين كسيرة وخطوات واهنة وصوت مبحوح وابتسامة ـ إن وجدت ـ باهتة ميتة

فقط نفس محطمة

خرجنا لنبحث عن وسيلة نعود بها إلى القاهرة .. ولتكتمل فصول مسرحية بائسة كان لا بد أن لا نجد أي سيارة من سيارات شرق الدلتا الغير آدمية أساسا متاحة في هذا الوقت

لتكتمل لوحة بؤسنا وسخطنا على تلك البلاد

أشار علينا أحدهم بركوب سيارة أجرة من الواقفة أمام الميناء
وبما أن هذه أول مرة نكون فيها في ذلك المكان فتوقفنا أمام المنادي الأول ( مصر .. مصر يابيه ؟؟ ) ـ
بعد أن استفسر منا عن إن كنا نريد سيارة خاصة لنا ـ تاكسي ـ فلم نستطع أن نوفي بسعرها أشار علينا بركوب سيارة أجرة وأخبرنا أن سعرها مئة وخمسون جنيها للراكب ـ للنفر ـ وحين أبدينا عجبنا من ارتفاع السعر وجدنا من يخبرنا أن هذا هو السعر الموجود هنا وأنه ينتظر من مساء أمس لكي يجد غيره فلم يركب حتى الآن

طبعا لم نكن في حالة تسمح لنا بالتأكد من صحة كلاميهما
فركبنا مرغمين

بعد حوالي الساعة تحركت السيارة

سيارة من نوع بيجو 504 لسبعة ركاب المشهورة
لكنها كانت ترسم صورة أخرى لمعاناتنا من سوء حالتها وتهالكها وبرودة سائقها إضافة إلى جو حارق في مثل هذا الوقت إذ لم تكن الساعة قد تجاوزت الحادية عشر ظهرا
فضلا عن سعرها المبالغ فيه

لكن ما باليد حيلة

مضى الطريق بنا مملا سخيفا كئيبا
لم يعد منظر الجبال يبهرني ، بل أصبح يخيفني
لم تعد الصحراء صفراء لامعة ، بل أضحت رمادية كالحة
لم يعد السفر متعة ، بل قطعة من العذاب

تعرفنا طبعا على رفقاء هذه الرحلة البائسة

والمفاجئة

أن أربعة من أصل ستة عائدون لنفس السبب

ومما خفف معاناتنا أن أحدهم تجاوز الخمسين من العمر ولم يرحمه بياض شعره ولا وحدة زوجه التي أكملت الرحلة بمفردها ، لم يرحمه ذلك كله من بيروقراطية حكومة غبية أصرت على أن يحضر بطاقة تصريح سفر للضباط الاحتياط على الرغم من أنه قد تجاوز السن الممكنة لاستدعائه للجيش مرة أخرى

لكن من قال أن للغباء منطق

وصلنا القاهرة بعد ست ساعات من العذاب ، وبدأنا نعد العدة لإنجاز أوراقنا غدا بسرعة ثم العودة مرة أخرى للميناء ومحاولة السفر

استيقظنا صباحا لنبدأ رحلة أخرى يعرفها كل مواطن مصري داخل أروقة حكومتنا الرشيدة ، كانت قصيرة على أخي الذي انتظرني لأنهي أوراقي التي تأخرت حتى الدقيقة الأخيرة لكثرة إجراءاتها

فقط أحب أن أذكر في ذلك اليوم أني ظللت أبحث عن مبنى وزارة التعليم العالي قرابة الساعة والنصف لأجده بعد عناء ـ مثالا لما تقدمه الوزارة من خدمة ـ مبنى قديم متهالك في منطقة لاظ أوغلي بالقاهرة تحيط به القذارة والقدم بل وتتوغل فيه لتشكل سمة خاصة له

هون على عذاب هذه الرحلة الداخلية في أروقة الحكومة وجود صديقي أحمد مختار معي في كل مراحلها حتى أنهينا الورق بسلام .. شكرا له على كل حال


المهم

بدأت أنا وإسماعيل الإعداد للعودة إلى الميناء وكان علينا السفر ليلا للحاق بموعد العبارة الوحيدة التي تتحرك في السابعة صباحا ـ مظهر آخر من مظاهر تخلفنا ـ
عرفنا أن هناك موقف للسيارات بالمرج به سيارات نويبع


ذهبنا هناك لنكتشف أن أجرة السيارة ثلاثون جنيها فقط ...!!!ـ

شعور قاس أن تعرف أنه قد غرر بك ـ على الرغم من أننا نحياه دائما في ظل هذا النظام ـ لكنه قطعا مؤلم

مضت الرحلة بنا هذه المرة سريعة وكان الأمل قد بدأ ينمو داخلنا في أننا قد ننجح في اللحاق بركب العمرة من جديد

وصلنا الميناء الساعة الثالثة فجرا تقريبا لنجد أن أبواب الميناء مغلقة لأنه حسب ما عرفنا يفتح أبوابه في السابعة صباحا ـ هنا يتفوق موقف عبود الذي يعمل أربع وعشرين ساعة ـ
انتظرنا بالخارج حتى السابعة وقابلنا أ.علاء ـ رفيقنا في المعاناة صاحب الخمسة وخمسين عاما ـ وكان قد أنهى أوراقه أيضا

وهكذا دخلنا مرة أخرى إلى موقف .. أقصد ميناء نويبع لننهي إجراءات سفرنا ونحصل على ختم المغادرة العزيز .. ثم نتفق مع إحدى رحلات العمرة المنتظرة على أن ننضم إليهم حتى المدينة وللعجب طلبوا أجرة مئة وخمسون جنيها فقط ـ نفس ما دفعناه لكي نصل إلى القاهرة ـ لعن الله الغش


انتظرنا حتى العاشرة لكي تتحرك العبارة من الميناء


شعور جميل أن تغادر سجنك ولو حتى إلى حين

شعور جميل أن تترك وطن لا هم له سوى إهانتك

شعور جميل أن تترك بلدا تجهد حتى ترى فيها شيئا آدميا

شعور بالراحة والأمن والحرية

ربما يكون منقوصا إذ أني أعلم أني لابد راجع .. لكنه يبقى جميلا

لست أدري لم يكرهون الغربة إلى هذا الحد

ما أحلاها
إن كان وطنك مثل هذا


ظللنا في العبارة أربع ساعات تقريبا لكن أصابعي تعلن تمردها عن الاستمرار في الكتابة لذا سأضطر لأن أجعلها في الحلقة الثالثة بإذن الله




يا شعبي .. ربَي يهديكْ .
هذا الوالي ليسَ إلهاً..
ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟
أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي
جُزءٌ من صُنعِ أياديكْ .
مِنْ مالكَ تدفعُ أُجرَتَهُ
وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَهُ
وَوظيفتُهُ أن يحميكْ
أن يحرِسَ صفوَ لياليكْ
وإذا أقلَقَ نومَكَ لِصٌّ
بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ !
لقبُ( الوالي ) لفظٌ لَبِقٌ
مِنْ شِدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَهُ
عندَ مُناداةِ مواليكْ !
لا يخشى المالِكُ خادِمَهُ
لا يتوسّلُ أن يرحَمَهُ
لا يطلُبُ منهُ ا لتّبريكْ .
فلِماذا تعلو، يا هذا،
بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟
ولِماذا تنفُخُ جُثّتُهُ
حتّى ينْزو .. ويُفسّيكْ ؟
ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ ..
حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ !
العِلّةُ ليستْ في الوالي ..
العِلّةُ، يا شعبي، فيكْ .
لا بُدّ لجُثّةِ مملوكٍ

أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ
حينَ ترى أجسادَ ملوكٍ
تحمِلُ أرواحَ مماليكْ
هذا شعر طبعا كما هو واضح لأعظم شعراء العرب شاعر المنفى أحمد مطر
أحببت أن أتذكره الآن لا تسألني لما ؟؟؟
ربما هي عادة سيئة قد أقلع عنها غدا ... المهم أني تذكرته
أستطيع الآن أن ادخل المعتكف الممنوع بأمر الوالي ونفسي مستقرة

حمام الآدميين ( الأغنياء ) ـ


هذه أولى حكايات العمرة التي كنت وعدت بكتابتها علها تزيد من دعائنا اللهم خلصنا مما نحن فيه
المهم
بداية عادية لرحلة انتظرتها طويلا واشتقت إليها كثيرا وتهيأت لها كما لم أتهيأ لرحلة قبلها ... انطلاق عادي فقط متأخر ثلاث ساعات عن الموعد المحدد .. لكن ومن يعترض ؟؟ يحدث في أحسن الأحوال .. أنت في مصر .. ـ
الحقيقة كانت الحافلة على قدر كبير من الراحة لكن ما استفزني أن الشركة التي تعمل أيضا في مجال السياحة الداخلية وتنقل بحافلاتها سائحين أجانب قد غطت جميع المقاعد بغطاء من القماش غير مريح ينزع بعد انتهاء الرحلة لتعود المقاعد خالية من أي أثر من الركاب المصريين قد يضر الشركة ويؤذي سائحيها .. طبعا لا يسأل أحد عن مثل هذه الآثار لكن من لا يعرفها فليتفضل بركوب سيارات النقل العام المكيفة في القاهرة أو السوبر جيت أو حتى عربات القطار المكيفة وسيشعر حتما أن المصريين إما لهم هواية في عدم الصيانة أو أن هوايتهم تكمن في تكسير كل معدات المقعد الموضوعة أمام الجالس مثل مطفئة السجائر وحافظة الأوراق وحامل الطعام

المهم
تجاهلت هذه الإهانة من الشركة وبدأت في الاستمتاع بالسفر على طريقتي الخاصة .. رحت في نوم عميق
واستمرت الرحلة في طريق لا تنقصه المطبات والمقبات على العموم هذه بالطبع لن تعكر صفو ركوب أي مصري إذ أن إحدى الخواص التي يكتسبها الجسم المصري من حياته داخل مصر التكيف في جميع الأوضاع والأشكال الممكنة وغير الممكنة للجلوس في وسائل النقل عموما وتحمل جميع الصدمات بل والتغلب عليها وتجاهلها أي كان عددها أو قوتها
عموما انطلقنا بشكل متواصل حتى توقفنا في الطريق بعد القاهرة على طريق السويس للصلاة
تأخرنا أنا وأخي الصغير لالتقاط بعض الصور فلم نسير وراء باقي الفوج المتجه لدورات المياه

تنبهنا كالعادة متأخرا أننا متأخرين فبدأنا نبحث عن دورة المياه حتى وجدنا أكبر مفاجأة




هذه هي دورة مياه الاستراحة
الحقيقة أنا ترددت لم أعتد على هذا المستوى من الآدمية في المرافق المصرية وخصوصا على الطرق ... قررنا الدخول ومازالت الدهشة تغمرني حتى كدت أن أخرج لأسأل السائق هل تخطينا الحدود أم ماذا ؟؟ طلب الرجل الجالس أمام الباب جنيها لم أعترض بل أعطيته جنيهين يجب أن لا أحرم أخي الصغير من الاستمتاع بهذا المكان النظيف .. طبعا لن أحتاج أن أقول أننا ظللنا داخل المراحيض أكثر من ربع الساعة ... هذه أشياء لا تقال

ما أدهشني أيضا أن عدد الموجودين داخل الدورة لم يكن كثيرا تصور..!! لم يكن هناك من ينتظر أمام المراحيض ولا من ينادي على من بالداخل بل ولا من يقف طوابير أمام الصنابير الأرضية نظيفة هناك صابون في ماكينات الصابون بل والعجيبة الكبرى هناك مجفف بجوار أحواض الوضوء والأعجب أنه يعمل

الحقيقة كدت أن أرسل برقية شكر للسيد الرئيس على اعتنائه لمثل هذا القدر بصحة شعبه العامة

لا تتعجبوا فالمفاجأة كانت أكبر مني يبدو أن اليأس مفيد أحيانا

بدون ذكر بعض التصرفات الغير حضارية لعدد قليل من الناس في تعاملهم مع الصابون والمجفف فإن المعظم كان حضاريا بل وراقيا

خرجت ويوسف نبحث عن باقي الفوج وهكذا دخلنا إلى مبنى الكافتريات حتى لا أطيل في الوصف هي مثل كل الكافتريات المنتشرة على الطرق السريعة في مصر نفس الرائحة والتنظيم الدقيق طبعا والأرض النظيفة جدا لدرجة أنك تستطيع بالكاد أن تري البلاط هكذا عدت إلى رشدي سريعا وتركت كل خزعبلات المفاجئة التي استحوذت على عقلي لكني مازلت متعجبا كيف وجدت مثل هذه الدورة النظيفة في مصر ؟؟؟
لم يدعني مشهد معتاد لمجموعة من الناس المتزاحمين على مكان في طرف الكافتيريا تمتلئ أرضيته ببقايا ماء اقتربت منه لأجد لافتة متهالكة مكتوب عليها دورة مياه رجالي وللأجانب كتب أحدهم بغمس إصبعه في طلاء دان WC لم يدعني هذا المشهد أن أكمل تعجبي هذه دورة مياه مصرية صميمة برائحتها المميزة بالمياه التي تملاء جميع أركانها بالمراحيض المسدودة بطوابير الأبواب والأحواض فقط هي بخمسين قرش ...
لم أستطع التصوير طبعا للاحراج
هذا فرق الآدمية في بلادنا
ليس علينا طبعا أن نفكر لماذا لا تكون كل دورات مياهنا نظيفة ؟؟
ولا لماذا لا تبذل الجهات المسئولة عن مثل هذه المراحيض جهدا أكبر لنظافتها ؟؟؟
طبعا أنا لست معترضا على أن يكون هناك مستويين للنظافة ؟؟ لكن معترض على أن يكون مستوى نظيف والآخر قذر مستوى آدمي والآخر غير حيواني أصلا ... هل يشترط في تعريف الآدمي عندنا أن يكون معه ما يكفي من المال ليثبت نفسه آدميا ؟؟؟؟ ربما

طبعا لن أصف لكم شماتتي في باقي إخوتي اللذين لم يشاهدوا ولم يدخل المكان النظيف واضطروا إلى التعامل مع دورات المياه المصرية ... ههههههه لكنهم قطعا تعلموا

صلينا المغرب والعشاء وانطلقنا دخلنا سيناء ليلا وتوقفنا مرة لصلاة الفجر لتشرق علينا الشمس ونحن بقرب ميناء نويبع لأجد أجمل منظر للجبال شاهدته حقيقة في حياتي
حاولت أن اصوره في هذه الصور لكن ربما لم أستطع أن أنقل بعض جماله




ودخلنا الميناء
ميناء قذر بكل تحمل الكلمة من معاني أيضا غير آدمي كما كل مرافقنا الحكومية

لكن كانت تنتظرني أنا وإسماعيل أكبر مفاجأة

حين تسيطر البيروقراطية ويتحكم الغباء


لكن نؤجل هذه الحلقة لبعد رمضان لأكون أقدر على التعبير بألفاظ مناسبة للموقف

فـــــــــــــــــاصل

طبعا من حق أي شخص أن يتسائل مستنكرا.. فاصل ؟؟!! من أي شيء ؟؟ هل ثمة نشاط تدويني زائد لديك حتى تجعل بينه فاصل ؟؟ أنت بالكاد تكتب تدوينة كل شهر ؟؟؟
لكنني بالتأكيد سأرد كاظما غيظي .... ربما .. ولكني أريد فاصل في مدونتي ربما هو فاصل من الموضوع أو ربما هو فاصل من فاصل امتد كثيرا أو ربما هو - مثل أشياء كثيرة أعملها – لا معنى له على الإطلاق

المهم

كنت لا أحب أن أعتذر لأحد عن أنني لا أكتب إذ أنني لا أعتقد أن هناك من يقرا مدونتي وينتظر جديدها فعلام أعتذر
لكن ولأن هناك من كتب يخبرني أنه ينتظرني أن أكتب ومن أخبرني ذلك شفهية فعلي أن أعتذر لهما عن التأخير وأن أعتذر طالما أنه بلا ثمن لكل من كان يتابع ماذا أكتب ولا أعتقد أنهم كثيرون

عموما كانت هذه فقرة لا بد منها حتى أشعر أنني كاتب كبير ومناضل لامع وصحفي مشهور ومفكر حكيم وأديب جهبذ وخطيب لامع وأن لي من الجماهير ما يفوق البحر في قطراته والرمل في ذراته
أعتقد أنكم تتفهمون حاجة الإنسان لأن يشعر بأنه كل ذلك ... المهم أن لا يفند أحد مثل هذه الحقائق عندي فيهدم لي ما بقي من صورة مهزوزة لنفسي في لحظات أحلامي
دعوني أحيا مع خيالاتي وإلا تهت ومت واندحرت في واقعي المر الذي أعتقد أنه قدر كل من يولد عربيا وخاصة مصريا
دعوني فلا أظن أن اندحاري سيفيد أحدا أو يضره ... ولن يفرح أحدا بل ولن تعجز حتى أصابع اليد الواحدة عن عد من حزنوا من أجل ذلك


أطلت ؟؟


نعم .. نعم أدري ...


المهم دعنا من هذا الهراء عن الاعتذار والأحلام واليقظة والموت


الحقيقة كنت فقط أود أن أقول أني توقفت عن التدوين لسبب لم أتوصل إليه بعد وأنني سوف أعود أو عدت لأكمل ما قد بدأته من موضوع العمرة وبعض التدوينات الأخرى التي أريد أن اكتبها قبل أن لا أستطيع وأندحر ...


و ..




و








وفقط

العمرة

منّ الله على ّ بعمرة أسأله أن يتقبلها مني ويجعل لي من فيض عبراتها ما يدفعني لحياة أفضل في ظل طاعته


الحمد الله ــ الذي لا يحمد على مكروه سواه ــ عدت إلى مصر منذ أيام وآثار الرحلة عالقة بذهني إذ أني في هذه الرحلة التي جعلتها حكوماتنا صعبة حزينة مملة قد ازددت اقتناعا بأننا لسنا بشرا ـ أو حتى لا يغضب أحد لا نحيا حياة البشر ــ وأنا حكامنا ليسوا آدميين بأي صورة كانت وهذ ينطبق على بلاد العرب كلها تقريبا لكن يمكنك أن تضاعفه في مصر


عادة ما يرجع الناس من مثل هذه الرحلات بشحنات إيمانية جبارة تدفعهم إلى الصبر على حياتهم ، أما أنا فلم أرجع سوى بمزيد من القهر واليأس والدعاء إلى الله أن يريحني من مثل هذه البلدان التى لا تعتبر مواطنيها بشرا وإن اعتبرتهم فهي لا تعترف للبشر بأي حقوق على أراضيها
كما أن معظم شعوب هذه البلدان تشارك بشكل أو بآخر على تثبيت هذا الواقع الذي ربما تعلمت كيف تتعايش معه أكثر من الواقع البشري المعتاد


وحتى لا أبدو غاضبا متحاملا أو حتى لا أحمل ذلك الهم وحدي أو حتى أنكد على من يقرأ حياته التي أعتقد أن أنظمتنا قد نكدتها من قبل


فأني سأكتب ربما لمجموعة من التدوينات ــ لست أدري لم يطلقون عليها بوستات ؟ ــ عن تلك المشاهد التي ربما تصور واقعا مرا اعتدناه أو ربما رغبناه المهم اننا نعيشه

وكان الله في عون القارىء والكاتب وكل المسجونين في ما يطلقون عليه اصطلاحا وطن عربي

النائب أكل ــ الفنكوش ــ

مثل كل يوم أفتح الدستور اليومي ــ باستثناء الأربعاء طبعا ــ وأجلس لأمارس هوايتى في السخرية من كل مواضيع الأخبار ورجالاتها بل وحتى شكل الصور والمانشيتات وأحجام الخطوط والألوان وكل مايخطر في بالك بالجريدة ، وهذه المتعة لا تستطيع أن تحصل عليها في غير الدستور ـ لكن من الممكن أن تحصل على أضعافها إن قررت أن تجلس بجوار أحد أولئك الذين مازالوا يمارسون الغباء المحكم في قراءة الصحف القومية ــ

المهم


في هذا اليوم ــ من يومين لوتذكر ــ أجد الخبر السار الذي أمدني بمادة ساخرة يبدو أنها سوف تكفيني لمدة طويلة وسأستغني عن متابعة تصريحات الوزراء ورجالات الوطني في مجلس الشعب بل وحتى خطابات الرئيس المغرقة في الحكمة ــ تصور !! ــ

كان الخبر من نوعية نادرة وهي تلك النوعية التي يصاب فيها نواب الإخوان بالعدوى من جراء اقترابهم من نواب الوطني طيلة فترة المجلس كما تصاب فيها القيادة السياسية للاخوان بحالة من حسن الظن المفرط الذي يصل في العادة إلى حالة من السذاجة السياسية

كان الخبر يقول أن وفدا من مجلس الشعب ضم خمسة من أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان ــ حفظهم الله ورعاهم على قدر نقاء قلوبهم وسلامة سريرتهم ــ توجه الوفد إلى قصر الرئاسة للمشاركة في الاستماع لحكمة الرئيس المبجل وتوجيهاته التي لن تنطق عن الهوى وموافقته على قانون كادر المعلمين ــ وهو القانون الذي يكرس سيطرة النظام على ظهور المعلمين المساكين ــ ، حاولت أن أتيقن من الجزئية الأولى في الخبر إذ حسب معلوماتي أن الإخوان يعارضون هذا القانون بكل ما يملكون من قوة ــ وهي قليلة ــ فكيف يذهبون للمشاركة في عملية إخصاء الشعب المصري ممثلا في معلميه ؟؟ لم يدعني النائب الحاج محمود مجاهد أن أكمل تساؤلاتي فقد قدم لي المبرر الكافي الذي ألجم كل تحفزي للهجوم

فقد أخبر في الحوارالصحفي الذي أجري معه أنه قد تناول طعاما لم يره من قبل بل وخاض في شرح تفاصيل وشكل هذا الطعام المجهول له وأثنى على روعة مطعمه وحلاوة مذاقه ــ سبب كاف هذا على ما أعتقد ــ

لم يكتفي سيادة النائب بذلك بل ألقى مفاجئته التالية إذ ذكر أن الرئيس المعظم الراكب الناهب مبارك هو رمز مصر الديموقراطي وأثنى على سيادته ثناء لا ليمكن أن تنشره صحيفة محترمة إذ لا يتولى هذه المهام الجسيمة في مسح ظهور الحكام سوى صحف النظام
في الحقيقة لقد نال الاخوان من هذا التصرف كل العنت والسخرية من كل من له عقل حتى أني أشفقت على النائب والجماعة من لسان بلال فضل اللاذع في الدستور وإن تأخر
لكن
هل لقواعد الإخوان ــ مثلي ــ الحق في أن تعرف ما سر هذه التصريحات المستفزة ــ؟ وهذا أقل ما يمكن قوله مراعاة للأدب ــ

هل السبب فعلا كما قال لي أحد أصدقائي أنه ( الفنكوش ) وهو الذي أكله النائب وكما تندر بذلك بلال فضل ؟؟

أم أنه فرحة النائب بمصافحة الرئيس ــ اللى بيشوفه في التلفزيون ــ ؟؟

أم هو غبن سياسي للنائب في الحديث ؟؟

أو عدم تأهيل جيد لأفراد الكتلة في التعبير عن أفكار جماعتهم السياسية ؟؟؟



أم أن الأمر سيمضي كما يمضي غيره في إطار من الثقة في القيادة كما نحب أن ندعي ؟؟



بالطبع بعد وقوع الكارثة تسابقت قيادات الإخوان في نفي كلام النائب وعدم مسؤليتهم عنه ثم بدأوا في إيجاد المبررات لذهاب الخمسة إلى قصر الرئاسة للمشاركة في الموافقة على قانون سيئ السمعة فالدكتور حبيب ذكر أن الأمر لا يعدو أن الكتلة لبت دعوة الرئاسة في الحضور لأنه من غير المنطقي أن تتجاهل الدعوة التى وجهتها إلينا الرئاسة ــ لست إدري ما الذي جعل هذا منطقيا ــ هل المنطقي أن يسير الإخوان خلاف نهجهم السياسي فقط للخجل من رفضهم الدعوة التى وجهتها لهم الرئاسة ؟؟ هل تبنى قرارات الإخوان السياسية على المجاملات الإجتماعية للخصوم السياسيين هل يمكن أن يترك النواب تمثيل شعبهم وطرح وجهة نظره والدفاع عن مصالحه فقط من لأنهم ( مكسوفين ) يردوا دعوة الرئاسة ؟؟؟

أظن أن على قواعد الإخوان أن تتحمل مسؤوليتها في أن تعرف وتقيم دوافع وطرق اتخاذ القرارات السياسية داخل الجماعة وأن تسعى في تطويرها حتى لا نجد أنفسنا مرة أخرى أمام موقف سياسي ساذج فقط من أجل أن لا يكسروا خاطر الرئاسة
بقى في النهاية أن أذكر أني غير مسؤل عن عنوان التدوينة إذ أنه اقتراح أخي محمد سليمان ههههههه يمكنكم أن تعطوه درسا في الأدب مع القيادة



أقنعة

لكل الناس أقنعة وقليل منها شفاف ،تداري بؤسهم ، عجزهم ، رذائلهم ، أو ربما أفكارهم
حاكمك المبجل والذي كنت تظنه كتلة حكمة ونضال تسير على الأرض ، سقط قناعه فجأة فرأيت صورة شيطان تتجسد في إنسان بكل صفات النقصان - خيانة ، فساد ، كذب ، عهر .... وغيرها مما قد يعجز عنه اللسان ..
هذا فقط حين سقط القناع لحظة ..!!
فماذا لو سقط دقيقة ؟؟
أو ساعة ؟؟
أو ماذا لو لم يعرف الإنسان القناع ؟؟
قرأت مرة لمطر قصيدة أسماها ورثة ابليس - وأظن أن إبليس قد استاء من التسمية ــ
المهم .. تقول القصيدة
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه "
.وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه
وغاية الخشونة ، أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،
كم مرة في العام توقظونه ،
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،
أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،
دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،
لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه ..
تذكرت كل ذلك حين سمعت خطاب محمود عباس الأخير ، والذي ظهر فيه كما البطل المغوار الحريص على مصالح شعبه أو الجبل الراسخ الذي يقف صامدا أمام الجميع - من الممكن أن تستثني اسرائيل وأمريكا فقط - وقف يشجب القتنة كما يدعي ويبكي على دماء شعبه ووطنه كما لم يبك من قبل ، حتى احترت في أمري .. ترى هل يمكن أن يكون عباس وفتح فعلا مظلمون ؟؟؟ ربما ... إذ أن نفسي التي كنت أظنها أمارة بالسوء لم تكن تتصور في أحط تصوراتها أنه من الممكن أن يكذب الانسان كل هذا الكذب في 40 دقيقة - اعتقد أن موسوعة جينيس العربية سوف تضيف محمود عباس لقوائمها - اعتقدت لحظة فعلا أنه قد ظلم وأن حماس قد بغت وتجبرت وكسرت بخاطره وآذت مشاعره الرقيقة تجاه شعبه وأمته ..
لكن
لم يدعني فهمي هويدي في مقاله الأخير محاولة لفهم ما جرى في غزة http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2007,June,article_20070619_3&id=columnist&sid=fahmihuwaidi
لم يدعني أن أكمل تخيلاتي الحساسة لكنه علمني أن على أن أطور من نفسي الأمارة بالسوء للتتخيل انه يمكن للإنسان أن يكذب كل هذا القدر في 40 دقيقة فقط وأن قدرة حكامنا الأشاوس على الكذب تبقى مفتوحة لمتطلبات المواقف أو لطلبات كوندي وليفني تلبية لابتسامتيهما الساحرتين وترضية لرمش عيناهما الرقيقتين
كان الله في عوننا نحن الشعوب العربية التى لا تعرف كيف يكون الحاكم صادقا ...
عذرا .. هل هذا موجود أصلا ؟؟؟!!
صه ..
لا تدعو بذلك
فليس من الأدب الدعاء بالمستحيل

قبل البدأ

تكلم كثيرون عن السخرية ، بعضهم يحب ان تكون محدودة بـحـدود من الأدب والاحترام والصدق -لست أدري كيف - وفي سبيل ذلك يعملون على منع كل من تسول له نفسه أن يسخر من غير الصعيدي ،
فقط بـحجة الاحترام

فريق آخر يعتبر السخرية هي وسيلة المقاومة الوحيدة في زمن القهر والاستبداد وفي عصر ركب فيه الحكام ظهور الأنام بل وأركبوا غيرهم من الأصدقاء والأبناء وحتى البنات والزوجات - ما تقوليش هيعملوا أيه لما يركبوا- . يعتقد هذا الفريق أن السخرية يجب أن لا تقف عند حد وأن لا تصطدم بـحائل

بالتأكيد
أعتقد أنا كما يعتقد الفريق الثاني

لكن

قد أضع لنفسي حدودا وخطوطا حمر فقط أنا من يحددها لذا أرجوا أن لا يتعب أحد نفسه في تحديدها لي وبالتأكيد سأكون أنا أيضا مسؤولا عنها

في النهاية أحب أن أقول أني أقمت هذه المدونة من أجل نفسي .. نعم من أجل نفسي .. فقط أحب كل يوم أن أفتح مدونتي لأقرأ ما كتبت وبالتأكيد أستمتع به _ فأنا أستمتع جدا بكتاباتي كمايستمتع الرئيس بحكمته _ وليس من المانع طبعا أن يقرأها غيري ربما ليزدادا قرفا مني كما يزداد كل الناس قرفا من حكمة الرئيس

لكني أعتقد أن هناك من سوف يستمتعون بها إذ ما زال هناك كثير من الناس يعتقدون فعلا أن رئيسنا حكيم