عيد بأي حال عدت يا عيد



لم أجد عنوانا أكثر بؤسا وإملالا وتكرارا ونمطية من هذا العنوان فأعذروني على قلة إبداعي وضعف ثقافتي وقلة قدرتي على رسم واقع حقيقي مغرق في الظلمة على الرغم من محاولات التجميل المضنية وكم الأقنعة الهائل الذي نحاول أن نغطيه بها

عموما
أمر هذه الأيام بعدة أعياد مختلفة أكبرها طبعا عيد الأضحى المبارك طبعا . وتنهال علي منح الله بقدر أعجز معه على شكره عليها وأخجل من طلب المزيد منه ، لكن نفسي الطامعة إلى سعة كرمه ومزيد فضله تتجرأ لتطلب منه المزيد آملة في جوده وعطفه .. فتعالى الله الكريم

هذا بالإضافة إلى أعياد أخرى منها على سبيل المثال عيد انتهائي من تسليم مشاريع النصف الدراسي الأول من هذا العام الدراسي ، وهو حدث لو تعلمون عظيم وإحساس عميق بالراحة والفراغ بغض النظر عن ما حدث في التسليمات من توفيق وعدمه ( هم وانزاح ) . ـ

عيد أخر سيقف التاريخ عنده يوما ما متحدثا وممجدا .. طبعا هو عيد ميلادي والذي لا يعرفه أحد غيري وقليل جدا ممن أحبهم وعموما هذا خير للبشرية المنذهلة في آفاق التيه حتى الآن إلى أن تقرر أن تتطور في آفاق التقدم والرقي للحضارة الإنسانية جمعاء .. لكن لا ينسى أحد ـ من تواضع لله رفعه ـ

في خضم هذه الأعياد التي اجتمعت علي فجأة حتى كادت أن تغطي على حقيقة واقعي المؤلم وواقع بلدي المذري وواقع امة واقعة في الهاوية منبطحة تحت أقدام كل من له أقدام ، كان لابد لنفسي التواقة إلى كل بؤس وشقاء أن تطلق لخواطرها العنان لتجلي ما حاولت تلك الأقنعة إخفائه فكانت هذه الخواطر


عيد اللحم

هكذا إختصرنا عيد الأضحى المبارك وهكذا إختصرنا نعم ربنا ورسائله إلينا وهذا هو كل ما خرجنا به من فلسفة الأضحية .. جميل طبعا .. لكن ماذا تفعل إذا كنت لا تحب اللحم بتاتا مثلي ؟؟ بل وتتقزز من لحم الضأن بمشتقاته ؟؟؟ ... ربما ستبحث لك عن عيد آخر أو عن مجتمع يفهم

من مظاهر ذلك العيد الجميلة أن يتجمع الفقراء ليحصلوا على نصيبهم من الأضحية .. لكن هذا المشهد بالذات يجعلني أتسائل عن من جعل مثل كل هذا العدد لا يعرف اللحم بتاتا إلا في رمضان وذي الحجة ..؟ لا تذهب عقولكم بعيدا .. ؟ أنا لا أقصد الحاكم هذه المرة وإنما أقصدنا نحن الذين صبرنا على مثله كل هذه السنين دون شكوى حتى استمرأ الجلوس فوقنا بل واعتبره حقا أصيلا له لا ينازعه عنه إلا ظالم
أرأيتم نقتل القتيل وندعي أننا نرحمه ، فنحن لو صدقنا في عطفنا على هؤلاء المساكين لثرنا من أجلهم ومن أجل أنفسنا ، لكن من تحدث عن الصدق في زمن الأقنعة ؟؟ ... ـ
لكن على الرغم من ذلك يبقى للعيد فرحته


عيد انتهاء التسليمات
كم نحن منافقون .. النفاق في دمنا يجري بل هو دمنا .. نبحث عن النفاق في كل شيء ولو لم نجده لاخترعناه .. هذه الحقيقة أجدها متجسدة أيام التسليمات فالكل يسعى لقلب الأساتذة بأعمال لا تمت للمطلوب بصلة .. ابتسامات وكلمات وتملقات كلها تظهر فقط أيام التسليمات
مثلا إحدى الأستاذات طلبت من الدفعة أن تحضر ندوة تحاضر هي فيها بعد انتهاء اليوم الدراسي وقالت أن هذا نشاط غير إجباري يزيد درجات الطالب لديها .. طبعا غصت القاعة بالطلاب في ندوة لا يزيد من يحضرها في الظروف الطبيعية عن عشرة إلى خمسة عشر على أحسن تقدير .. عموما من الممكن أن تتفهم بقليل من الجهد منطق الأستاذة في دعوة الطلاب وأيضا منطق الطلاب الحاضرين ويساعدك على ذلك مناظر الطلاب النائمين في الكراسي الخلفية للندوة وعدم حرصهم على شيء بقدر حرصهم على تسجيل أسمائهم في كشف الحضور كل هذا يبدوا طبيعيا جدا ... لكن غير الطبيعي أن تجد مجموعة من الطلاب تقدم باقات الورد للأستاذة وهم الذين لا يفقهون شيئا في مادتها بل ومنهم من لم يكن يحضر محاضراتها أصلا .. وزيادة في التملق تجد طالب وطلبة يحملان كاميرات التصوير ويغرقان وجه الأستاذة طيلة المحاضرة بالفلاشات مدعين الاهتمام المبالغ فيه بموضوع الندوة والمحاضرة ... فقط أكثر ما يغيظ كان تقديم مقدم الندوة عن الأستاذة أنها معروفة بعلاقتها الحميمة بالطلاب ... هنا لا تعليق
نسي فقط أن يذكر أن طلابها معروفون باقتناء أجود أنواع الأقنعة لحياتهم ، حقا لدينا مستقبل مزهر إن كانت هذه هي فلسفة شبابنا لكيفية النجاح في الحياة .. في الحقيقة تنتظرهم وظائف كبيرة في الدولة تحتاج إلى إمكاناتهم العالية ومهاراتهم المتفردة تلك للحفاظ على كل إنجازات الحزب الوطني في بلدنا الحزين ... ـ


عيد مولدي السعيد

هو يوم من فرط تجاهله أنساه أنا أصلا ، وكعادتي كل عام أذكره بعده ببضعة أيام أو ربما بضعة أسابيع لأستيقظ على حقيقة أني قضيت عاما آخرا من عمري في ظل الذل والعبودية والواقع الأسود الذي نحياه جميعا .. هذه الخاطرة فقط كفيلة بأن تجعل منه يوم عزاء وهو كذلك .. إلا هذه السنة فقد جعله بعض من أقرب أحبابي مناسبة يجب أن يحتفل العالم بها ذات يوم وإن لم يفعل ذلك الآن .. عموا شكرا لهم .. لكن مازلنا نخط سنين عمرنا في سجل حياتنا الأسود وواقعنا البائس ولا عزاء لكل لابسي أقنعة الفرحة .. ولولا عظم مكانة أصدقائي في قلبي ما كان لذلك اليوم إلا ذكرى سيئة عندي .. حتى حين ........


أظنني هكذا استطعت إلى حد ما إزالة معظم تأثير تلك الأقنعة الخادعة التي تغطي حقيقة واقعنا المر ـ على الأقل بالنسبة إلى نفسي ـ وهذا ما يجعلني مستريحا إلى حد ما مطمئنا على سلامة عقلي وإن ادعى الأطباء النفسيون ما يحلو لهم من شيزوفرينيا وغيرها لهم الحق كل الحق في تبرير غفوتنا .. هذه وظيفتهم كي تغدو الحياة أفضل


أخيرا كل عام وأنتم بخير.. هذا إن كنتم بخير هذا العام

6 comments:

Anonymous said...

كل سنة وانت طيب يا هيما!
:)
بمناسبة عيد ميلادك المجيد
مفروض يعملوا عيد استغلال
:D
http://arabic.salmiya.net/songs/waleed/ram/Waleed98.ram

ماتفهمنيش غلط!
:D
ربنا يبعد عنك الشيوعيين وولاد ماركس يا بنى

ماتنساش تجهزلى فخدة حلوة بقة
:))))

تحياتى

Anonymous said...

كل سنة وانت طيب ياهيما
بمناسبة عيد الاضحى وعيد ميلادك
السنة ده احسن سنة لينا كلنا
ان شاء الله
وعجبتنى لما اتكلمت على النفاق
بتاع الجمعه وبتاع الدكتورة التييييت

مصطفي النجار said...

روح يا اد
خنقتني
وزودت اكتئابي
ارحمني بقي

عبده said...

الله يخرب بيت الكئابة
ده عيد يا ابني
كان نفسي اقرا المقال فبل ما اعيد عليك علشان اسبلك
المهم اظن انت نسيت عيد كمان؟؟
ههههههههههه

إيه إيللي بيحصل said...

كل سنه و أنت طيب يا ابراهيم .. يا رب السنه الجايه تكون أحسن في كل حاجه !!

انا متفق معاك تقريبا في كل اللي قلته "بإستثناء الأكل طبعاً" بس هما "بيقولوا !!" إن السعاده شعور داخلي مش هقول لك خليك متفائل علشان ميبقاش قناع ... بس خفف شوية من اللغة "و لا دي كمان هتبقي قناع!!" مش عارف يللا مش مهم

ايمو said...

يلا هنستحملك علشان امتحاناتك بس بعد كل مش هنصبر عليك