يقول البارودي بعدما يئس من شعبه الذي هو أجداد شعبنا في ثورتهم على الظلم
فكونوا حصيدا خامدين أو افزعوا ... إلى الحرب حتى يدفع الضيم دافع
والحقيقة أن الشعب ساعتها اختار خياره الأبدي المناسب لكونه مصري فكان بكل جدارة حصيدا خامدا تتقاذفه الريح وتهوي به في كل سحيق وتدوسه الأقدام ولو كانت حقيرة ولا أريد أن أقول وتبول عليه المواشي التابعة للأسياد السائرين عليه
واليوم
هانحن نكرر مبدأنا الأصيل ونؤكد على كوننا حصيدا خامدين فد نطلق قرقعات حصيد لكننا حتى الآن لم نتطور حتى ندفع الظلم ونكون أسيادا .. ـ
فرحنا كلنا يوم صدرت منا بعض الهمهمات الخافتة وقلنا إنها بذرة أمل وبداية حياة و .. و.. و إلى آخر تلك الأوصاف التي جعلت أحدهم لفرط حماستها يبدأ في عد تنازلي لزوال النظام بل وينصح الرئيس بأن يبادر بالهرب قبل أن لا يستطيع
وفي خضم غرقنا وسط تلك الهمهمات وانشغالنا بتكبيرها والنفخ فيها ضرب النظام ضربته حتى لا يدع في قلب أحد منا ذرة شك في كوننا حصيدا خامدا . فإذا كذب فواح، وصفاقة بالغة ، بل وقلة أدب وجرأة لص لا يخشى أصحاب الدار ، وإذا رفع للأسعار لم تشهده مصر منذ زمن وإذا الشعب الذي أدعى الجميع أنه على حافة الانفجار يثبت بكل براءة أنه لا يعرف تلك الكلمة أو أنه "حمال قسية " كما يحب أن يدعى
نعم لا أمل
لا أمل طالما ظلت قيادة الإخوان محتفظة بحكمتها وظلت قواعد الإخوان صامتة بثقتها وطاعتها
لا أمل طالما ظلت مجموعة المثقفين لا هم لها سوى التظاهر على أعتاب نقابة المحامين ثم نقد وتحليل موقف الإخوان والادعاء بأنهم شر مستطير وخطر هائل
لا أمل طالما ظلت أحزاب الدولة وأحزاب تحت التأسيس لا تفعل شيء سوى إصدار البيانات وعقد الندوات ومسح الأحذية لقيادات النظام الفاسدة وتوجيه الاتهامات لغيرهم من القوى الشعبية
لا أمل طالما ظل الشباب حبيس الحواسيب يخاف النزول الحقيقي للشارع ويخشى السجون والمعتقلات ويدعى الحكمة في زمن شكى الكهول من زيادتها
لا أمل طالما ظل شعبنا يقول هذه حكومة ظالمة تغتال طيبة رئيس جمهوريتنا الهمام
لا أمل طالما ظل هناك من يشترى الجرائد القومية بكثرة ويصدق ما فيها
لا أمل طالما ظل الشباب لا يقرأون جرائد المعارضة لأنها سوداء ـ ومافيهاش رياضة ـ
لا أمل طالما ظل الجمهور المصري يخرج بالآلاف من أجل الكرة ولا يجرأ على الخروج بالمئات من أجل لقمة العيش
لا أمل طالما ظل الشعب المصري كلما زادت الضغوط عليه زاد هو في الاحتقان بينه وبين نفسه دون النظر لصانع الضغوط أصلا ـ أحد ركاب الميكروباص كان يقول لي لو أننا وقفنا كلنا وقفة واحدة لن يجرؤ السائقين على رفع الأسعار !! ـ
في الحقيقة لا يبدو أن هناك أمل طالما نحن مصريين