ب4م


لا أستطيع في البداية أن أتجاهل وفاة الدكتور المسيري وأن أقدم التعزية إلى كل حر يهمه أمر هذا الوطن .. رحمه الله كان رمزا في زمن عز فيه الرموز حتى بتنا نبحث في نفايات الأفراد عمن يمكن أن نسميه رمزا .. يارب سلم .. ترك الرجل تراثا عظيما ، خاسر من لم يحاول الاستفادة منه .. رحمك الله يادكتور وطيب سراك وأفاض عليك من نعمائه يارب

ب4م
هذا هو العدد الأخير من سلسلة فانتازيا للكاتب العبقري أحمد خالد توفيق ، ـ من قرأ التدوينة الماضية يعلم ذلك طبعا ومن لم يقرأها أيضا يعلم فالأمر ليس بذلك الغموض إلا أني أفترض وجود من لا يعلم ـ المهم
لمن لا يعرف فبطلة هذه السلسلة ـ ككل أبطال أحمد خالد توفيق ـ لا تمتلك من المأهلات ما يجعلها بطلة على الإطلاق بل ولا حتى مميزة في عالم الواقع وهذا سر تفرده ، لا تمتلك عبير سوى خيال خصب ونفس شفافة بريئة وهواية قراءة لا يسعها روايات الدنيا ، ومن ثم تمضى السلسلة في عالم افتراضي هو خيال السيدة عبير هذا العالم هو فانتازيا حيث يصبح كل المستحيل ممكنا بالنسبة لعبير طبعا ، ويمكن لعبير أن تلعب كل الأدوار في أي من الروايات وفي كل الأزمنة فتارة تراها تحارب تينينا صينيا أو تنقذ موسوليني بأمر هتلر أو تلعب دور هندية أو أو أو الخيارات حقا كثيرة وصلت حتى الآن 52 خيارا هم عدد روايات السلسلة ، طبعا عبير لا تقرأ كثيرا صحف المعارضة ولا حتى روايات الممانعة حتى لا يجد الكاتب نفسه يوما خلف القضبان ، ظننت هذا واضحا ... لكني لا أظن أن مثل عقل الكاتب قد يقنع بحرص عبير لذا فإنه من الممكن أن ترى الكثير والكثير من سلبيات واقعنا على كل المتنويات بين سطور مجموعاته وفي خضم أحداث رواياته فقط كن ذكيا وافهم


العدد الأخير ب4م
العنوان لا يوحي بشيء إلا برغبة عارمة في شراء تلك الرواية ولو كلفك ذلك ثلاث جنيهات كاملة ثمنا لمئة وخمسين ورقة من القطع الأصغر مطبوعة على ورق صحف ـ جرايد ـ لكن من يملك الإعتراض أمام المؤسسة العربية الحديثة
في البداية تقرأ طبعا النبذة المكتوبة في الغلاف بجوار الصورة التي لا تشيب للدكتور أحمد خالد توفيق فتستشف بقليل من فقاقة أن الموضوع يتحدث عن لعبة شطرنج
إذن أين العبقرية ؟؟
اممم لا أدري .. لكن لنكمل تلك النبذة
القصة باختصار أن عبير تلعب دور خبيرة شطرنج تدعى لتلعب لعبة شطرنج بأشخاص حقيقين ـ فريق للشباب وآخر للفتيات ـ يلعب كل شاب وفتاة دور احدى قطع الشطرنج المعروفة .
هدف اللعبة كما يدعي منظمها ـ وهو أمريكي ـ دراسة إلى أي مدى تستطيع السلطة أن تؤثر في الناس ؟!! ـ ركز جيدا
المهم تبدأ اللعبة وتتحرك القطع ـ الأفراد ـ بناء على رغبات اللاعبين ويتم قتل القطع الخاسرة بناء على سير اللعب ، تم افهام عبير واللاعبين أن هذا القتصل صوري مخدر وأنه لن يموت أحد في الحقيقة


تتطور اللعبة من مجرد لعبة جافة إلى علاقات بين القطع المتواجهة التى لا تملك من أمر نفسها شيئا ، علاقات تكشف أصلها الانساني وكذلك عمقها ، إلى هنا والأمر لا يتعدى مجموعة هائلة من المعلومات عن لعبة الشطرنج وتاريخها ـ أمر ليس غريبا على الكاتب ـ لكن لن تسير الأمور على ذلك طبعا فلن تكون الرواية هكذا أكثر من كتاب " هل تعلم ؟ " يكتشف اللعبون أن القتل حقيقي وأن القطع التي خرجت قد قتلت فعلا لا تمثيلا ولا تخديرا ويبدأوا في ثورة يوقفها مشهد تفجير إحدى اللاعبات أمام أعينهم من قنبلة مزروعة في قدم كل منهم ، وهنا يبدأ التحدي فالأوامر القادمة لن تعني لعبة بل تعني إنهاء حياة ـ بكل ما يحمله الأمر من تبعات ـ ويبدأ الصراع الأبدي بين الخوف من الطاغية والخوف على الانسانية والرغبة في التحرر " في الحقيقة برع الكاتب جدا في تصوير الأمر " وتبدأ محاولة انقلاب يقودها أعد البيادق " قطعة العسكري لمن لم يلاحظ " من فريق الرجال قتلت حبيبته في فريق القتيات وتنجح فكرته في تحرير باقي اللاعبين الذين يقتلون منظم اللعبة واللاعب بفريق الرجال بينما تكتشف عبير الخدعة وإنها كانت ضحية وتستطيع الفرار وتنتهي القصة ؟؟
نعم هكذا انتهت بهذه السرعة وإن كنت أظن حتى الآن إنه ـ الكاتب ـ كان عليه أن يطيل في سبل النهاية لكنه أنهاها .. أمممم
على كل حال القصة ممتعة لكن لم أحكي عن خيالاتي فاتظروا


تخيلت اللاعبون نحن ـ شعب مصر العظيم الذي لا يملك من أمره شيئا ـ أينما يوجه يسير نفعل كل شيئ إلى أقصى حد لدينا قدرة كبيرة على التكيف مع القهر إلى أقصى الحدود


طبعا لست بحاجة لأن أتخيل المنظم واللاعب حكومتنا ورئيسنا فالأمر واضح لكن لا تنس أن الرجل تابع للبحرية الأمريكية .. هذا لن يصنع فرقا .. فمن أين تأتي القرارات إذن ؟؟ ـ


عبير ؟؟ حسنا تعبت لم أتخيلها في البداية لكن دور المعارضة لائق جدا عليها فهي جزء من الجريمة لكن بنوايا طيبة ـ إخوان يعني ـ يا لعبقريتك يادكتور


ثار اللاعبون ونجحوا في ثورتهم لكن كيف ؟؟
هنا نقف أمام جملة ربما هي الأكثر روعة في الرواية تصف عملة تحرك الشباب لإبطال أجهزة الاتصال داخل اللعبة تقول

ـ" كانو يعتمدون على نعمة ألا يكون المرأ مهما .. إنهم بيادق .. لا أحد ينظر لهم في هذه اللحظة بالذات لأن الجميع يتابع الملوك والوزراء في منتصف الرقعة .." ـ

إذن من هنا سيأتي الخلاص أو من هنا ستشتعل الثورة .. حل يبدوا غاية المنطقية لكن ماذا تفعل إذا كان البيادق لا تعنيهم أن يكونوا أحياء أصلا ؟؟ للأسف هذا نحن ربما كنت متفائلا سيدي أو ربما هو حكم الرواية حتى لا يكتئب القارئ وتؤدي وظيفتها كتسلية .. أقول ربما


الرواية جميلة للغاية كعادته وممتعة ومليئة بالمعلومات عن لعبة الشطرنج كما ذكرت حتى إنني مازلت أعاني من هوس مفاجئ أصاب إخوتي بالشطرنج بعد قرائتها .. ألم أقل لكم أنها فعلا رائعة

عودة ويوتوبيا


عاد الانترنت أخيرا ... لك الحمد يا الله .. نعم عاد لكني أشعر في الفترة الأخيرة بما يمكن أن أسميه فوضى عامة أصابت حياتي هي ليست فوضى بالمعنى الحرفي لكن إن شئت أن تتخيل ــ فهي كما حجرة طالب ثانوية عامة لا يكف عن إيهام نفسه وأهله بأنه غارق حتى أذنيه في المذاكرة لذا ليس عنده ما يكفي من وقت لترتيب حجرته ، في كل ركن كتاب وقلم ودفاتر وجوارب وملابس وهكذا تجدها كل يوم !! ــ حسنا تشبيه عقيم لن يضيرك شيء إن لم تتخيل
المهم
هذه الفوضى انسحبت ربما على علاقاتي بكل شيء فهي بين صعود وهبوط حادين لدرجة مخيفة ـ ربي ، عملى ، أصحابي ، أحبابي ، أهلي ، كل شيء حتى كتبي والشوراع المحيطة بسكني ـ لا تسألني كيف أرجوك ـ
يالتأكيد ستنسحب هذه الفوضى على تدويناتي كذلك فليست كبيرة على الفوضى
لكني أدعو الله ـ الذي مازال يغدق علي بفضله مع استمرار نكراني لكنه فضل الفضيل ذو الجلال والإكرام ، حتى بت أستحي أن أطلب منه المزيد مع زيادة غفلتي غير أن نفسي الطامعة تلح للطلب وإذا بالكريم يجيب .. تباركت ربي ما أكرمك وأحلمك وأحنك علي !! ـ أدعوه ربي أن يعينني على إنهاء تلك الفوضى وإعادة النظام إلى حياتي لتستقيم كما أحب في الأيام القليلة القادة .. اللهم آمين
عموما
كانت الفترة الماضية مليئة بالأحداث على المستوى الشخصي والعام حتى تزاحمت التدوينات لدي لا أعلم فيم أكتب وبم أبدا
لكن صدور العدد الجديد من سلاسل المبدع أحمد خالد توفيق أعادني مرغما إلى ما كنت أريد الكتابة عنه بعد قرائتي لروايته يوتوبيا ، كما أحب الزيادة والحديث عن آخر أعداد سلسلة فانتازيا والصادرة منذ أيام ـ ب 4 م ـ
لا أعتقد أن هناك من لا ياعرف د. أحمد خالد توفيق فالرجل بفضل الله وبلا حسد لديه ما يكفيه من الشهرة لكني أحب أن أقدمه كما أريد أو كما يعني لي
أحمد خالد توفيق أستاذ الطب أحد أكثر كتاب الرويات الصغير شهرة في العالم العربي وله أقوى وأروع ثلاث مجموعات عرفها القارئ العربي ـ ما وراء الطبيعة ، فانتازيا ، سافاري ، وأخيرا دبليو دبليو دبليو " أعذروني عن عدم استخدام الحرف اللاتيني للحفاظ على التنسيق " ـ
ما يميز ذلك العملاق عندي سخريته السوداء وواقعيته الشديدة ولا يمكن أن أنسى عمق أفكاره ودلالاته في معظم ما يكتب هذا بالإضافة إلى كمية غير محدودة من المعلومات العامة في كل الاتجاهات وإن كان للطب نصيب الأسد فيها مثلا ـ هل كنت تعلم أنه يجب عليك حين تدعي المرض أن لا تخطأ خطأ طبيا ساذجا وتقول أنك تشعر بألم في جانبك الأيمن وجانب رأسك الأيمن لأن هناك معلومة طبية بسيطة تقول أنهما لا يتفقان بل اجعله الأيسر ـ حسنا إن كنت تعلم ذلك فأنا لم أكن أعلم
يتميز د. أحمد أيضا بلغته البليغة السهلة وأفكاره القوية وسعة اطلاع تبدو معجزة احيانا ولعل كل متابع لكتاباته في جريدة الدستور يشعر بذلك
لن أطيل في المديح أكثر لأني أدري يقينا أنه لا يحتاجه من ناحية وأني فاشل فيه من ناحية أخرى
عموما لنعد إلى روايته يوتوبيا
لمن لا يعلم " يوتوبيا " هي اسم المدينة الفاضلة لأفلاطون كما أنها اسم أحد المنتجعات السكنية العالية التكلفة في مدينة 6 أكتوبر ـ لاحظ في البداية عبقرية اختيار الاسم -
الرواية هي أول رواية طويلة أقرأها للدكتور المبدع وحين أحاول تصنيفها أسميها من نوعية الرعب الاجتماعي لكنه واقعي إلى درجة التنبؤ والإنذار
من الصعب طبعا أن تحكي رواية وخصوصا لو كانت لكاتب مثل د. أحمد إذ أن متعة قرائتها لن يجاريها متعة ، لكن كفكرة مختصرة ـ وبالتأكيد ناقصة وجائرة ـ فالرواية تتحدث عن أن سكان مصر قد انقسموا إلى قسمين أو شعبين فهناك سكان مدينة يوتوبيا التي تحيطها الأسوار ويحميها المارينز ويتعايش فيها المصريون مع الاسرايليين بمنتهى الحب والاخاء والاريحية وتحوي كل وسائل الراحة والمتعة إلى الحد الذي يصيب شبابها بالملل فكل شيء متاح بمجرد الطلب ، وعلى النقيض في القسم الثاني شعب مطحون فقير وتآكل أو إن شئت الدقة هو بقايا يمكن أن تطلق عليها بصعوبة شعب فقير لن أطيل في وصفه فالوصف شنيع .
المهم يعمل الشعب كخدم وعمال لدى سكان يوتوبيا هذا للمحظوظين فقط الذين وجدوا للحظ سبيلا ، طبعا لست بحاجة إلى أن أقول أن ذلك الشعب الذي يسميه سكان يوتوبيا بالأغيار مستباح إلى أقصى حد عرضه وماله إن وجد ودمه كله مستباح
تدور القصة حول شاب وفتاة من سكان يوتوبيا يقرران بدافع المغامرة الخروج لصيد أحد الأغيار والحصول منه على تذكار " يده ، رجله ، أي تذكار يثبت قوتهما " ويكتشف أمرهما أو يكاد وتدور الأحداث مظهرة تباين الطباع بين أهالي يوتوبيا والأغيار تلك الطباع التي تجدها الآن كما هي موجودة لدينا ننميها كمصريين
في النهاية يستطيع الشابين الفرار بمساعدة أحد الأغيار ثم يغدران به فيقتلانه وكانا قد اغتصبا اخته ويحصلان على التذكار ثم يعودا إلى ديارهما كما الأبطال وسط أقرانهما من الشباب
لم يترك الكاتب النهاية هكذا لكنه انهاها على أمل في بداية ثورة من الأغيار الذين نجحوا في محاصرة سكان يوتوبيا داخلها

هذا ملخص الرواية لكنه كما أسلفت مختصر قاصر مخل بالسياق لكني كنت أود الوقوف أمام بعض عناصرها

سكان يوتوبيا موجودون بيننا الآن وعلى سمعنا وبصرنا وكذا يوتوبيا بأسوارها وحراستها الخاصة ومياهها الخاصة وانعزالها التام

أيضا الاغيار بفقرهم وعجزهم ومكرهم واستسلامهم وتواكلهم ويأسهم وبأسهم والأهم سفسطتهم موجودون وبكثرة

لن يأتي حل بواسطة أنصاف الحلول التي نجيدها الاصلاح من الداخل والتغير المتريث وحكمة الشيوخ فكلها تؤدي إلى استمرار الوضع على ما هو عليه

سيزول البترول هذا أمر حادث لا محالة ومعه سينتهي أثر العرب وتنهار حضارة النفط والمستقبل بلا شك للأحرار

في الحقيقة بعد قرائتي لتلك الرواية لم أستطع تخيل مستقبل آخر لبلادنا طالما ظللنا على ما نحن عليه مترددين خائفين مستسلمين وخصوصا نحن كإخوان

ربما يكون د. أحمد تجاهل الإخوان في روايته وربما قد أشار إليهم كمتدينين وعموما أنا أشركتهم في خيالي فتصورتهم انقسموا أيضا فريقين أحدهما في يوتوبيا يذهب للحج كل عام ويزع بعض الصدقات على الجائعين ويعقدون اجتماعات فيها الكثير من الأكل والقليل من الفكر حول حال الأمة والمستقبل المشرق للإسلام واندحار أعدائه القريب
والقسم الآخر من الأغيار يدعون إلى الصبر والحكمة ويقنتون في كل صلاة على المعتدين الظالمين ويبشرون بالجنة وقصورها ويتحدثون عن التقشف والطاعة والثقة في القيادات والاستعداد ليوم الجهار وتربية النفس والحكمة ومرة أخرى الصبر على البلاء

عموما هذه محض خواطر فلا يؤاخذني أحد على عقلي المريض كما أسلفت أمر بمرحلة فوضى فلا حرج علي

في الحقيقة وجدت الكتابة طالت لذا سأجعل الكلام عن العدد الأخير من فانتازيا مرة أخرى
لكني ألح على الجميع بقراءة الرواية والعدد الأخير إذ ليس من " قرأ عن" كمن " قرأ من "ـ

وأسأل الجميع الدعاء لي ان يعينني الله وييسر لي أمرا أرغبه بشده ويعينني على الصبر عليه
أعتذر عن الانقطاع كل هذه المدة لكنه حكم شركة النت مع شركة المصرية للاتصلات في ملحمة من ملاحم الغباء الاداري والتقني في بلادنا
الحبيبة

عموما غالبا سيستمر هذا الانقطاع لفترة أخرى حتى يتم اصلاح ذلك العطل أو يقضي الله أمرا كان مفعولا

في الحقيقة أفتقد كثيرا التعليق على العديد من الأحداث العامة والخاصة

لكن

ما باليد من حيلة

حصيدا خامدين

يقول البارودي بعدما يئس من شعبه الذي هو أجداد شعبنا في ثورتهم على الظلم
فكونوا حصيدا خامدين أو افزعوا ... إلى الحرب حتى يدفع الضيم دافع
والحقيقة أن الشعب ساعتها اختار خياره الأبدي المناسب لكونه مصري فكان بكل جدارة حصيدا خامدا تتقاذفه الريح وتهوي به في كل سحيق وتدوسه الأقدام ولو كانت حقيرة ولا أريد أن أقول وتبول عليه المواشي التابعة للأسياد السائرين عليه


واليوم
هانحن نكرر مبدأنا الأصيل ونؤكد على كوننا حصيدا خامدين فد نطلق قرقعات حصيد لكننا حتى الآن لم نتطور حتى ندفع الظلم ونكون أسيادا .. ـ

فرحنا كلنا يوم صدرت منا بعض الهمهمات الخافتة وقلنا إنها بذرة أمل وبداية حياة و .. و.. و إلى آخر تلك الأوصاف التي جعلت أحدهم لفرط حماستها يبدأ في عد تنازلي لزوال النظام بل وينصح الرئيس بأن يبادر بالهرب قبل أن لا يستطيع
وفي خضم غرقنا وسط تلك الهمهمات وانشغالنا بتكبيرها والنفخ فيها ضرب النظام ضربته حتى لا يدع في قلب أحد منا ذرة شك في كوننا حصيدا خامدا . فإذا كذب فواح، وصفاقة بالغة ، بل وقلة أدب وجرأة لص لا يخشى أصحاب الدار ، وإذا رفع للأسعار لم تشهده مصر منذ زمن وإذا الشعب الذي أدعى الجميع أنه على حافة الانفجار يثبت بكل براءة أنه لا يعرف تلك الكلمة أو أنه "حمال قسية " كما يحب أن يدعى


نعم لا أمل


لا أمل طالما ظلت قيادة الإخوان محتفظة بحكمتها وظلت قواعد الإخوان صامتة بثقتها وطاعتها
لا أمل طالما ظلت مجموعة المثقفين لا هم لها سوى التظاهر على أعتاب نقابة المحامين ثم نقد وتحليل موقف الإخوان والادعاء بأنهم شر مستطير وخطر هائل
لا أمل طالما ظلت أحزاب الدولة وأحزاب تحت التأسيس لا تفعل شيء سوى إصدار البيانات وعقد الندوات ومسح الأحذية لقيادات النظام الفاسدة وتوجيه الاتهامات لغيرهم من القوى الشعبية
لا أمل طالما ظل الشباب حبيس الحواسيب يخاف النزول الحقيقي للشارع ويخشى السجون والمعتقلات ويدعى الحكمة في زمن شكى الكهول من زيادتها
لا أمل طالما ظل شعبنا يقول هذه حكومة ظالمة تغتال طيبة رئيس جمهوريتنا الهمام
لا أمل طالما ظل هناك من يشترى الجرائد القومية بكثرة ويصدق ما فيها
لا أمل طالما ظل الشباب لا يقرأون جرائد المعارضة لأنها سوداء ـ ومافيهاش رياضة ـ
لا أمل طالما ظل الجمهور المصري يخرج بالآلاف من أجل الكرة ولا يجرأ على الخروج بالمئات من أجل لقمة العيش
لا أمل طالما ظل الشعب المصري كلما زادت الضغوط عليه زاد هو في الاحتقان بينه وبين نفسه دون النظر لصانع الضغوط أصلا ـ أحد ركاب الميكروباص كان يقول لي لو أننا وقفنا كلنا وقفة واحدة لن يجرؤ السائقين على رفع الأسعار !! ـ
في الحقيقة لا يبدو أن هناك أمل طالما نحن مصريين

الإضرااااااااااااب

انتهى الإضراب وسط ادعاءات كثيرة بفشله تصل إلى حد الشماتة ـ لست أدري في من ـ
نعم .. لم يستجب الكثير من الناس إلى دعوى الإضراب
نعم .. مارست الحكومة وأذنابها هوايتهم الأزلية في التهديد والوعيد والنفاق كما مارس شعبنا صفته القديمة المتجذرة منذ يوم " فاستخف قومه فأطاعوه " صفة الخوف والتهويل التي تتحول عند بعض المخلصين لها إلى سخرية واستهزاء من الفريق الذي تغلب عليها أو ادعاء الحكمة والعلم ولصق الآخرين بالجهل والتهور وعدم الخبرة
نعم حدث كل ذلك وأكثر .. لكن أعذروني .. هل هذه مفاجأة ؟؟
هل كان أحد يتوقع أن ينتفض الشعب بقوته الجارفة لتهتز الحكومة مع انتفاضته وترتجف رعبا ثم تسرع بالانحناء له ملبية كل مطالبه ؟؟!!
هل توقع أكثر المتفائلين تفاؤلا أن تغير بعض دعاوى الشباب على الحواسيب صفات شعب تعايش مع القهر منذ فجر التاريخ ؟؟ !!
ربما ..
لكن معذرة .. لا التاريخ ولا العقل والمنطق ولا أحد أصلا يقول بذلك بناء على عقل ، نعم هذه حقيقة لكن عاطفتنا المتحمسة والمتعجلة أعمت أعيننا للحظات عنها لكنها ستظل حقيقة
طريق التغير طويل مريع مليء بالتضحيات والآهات والعقبات .. نعم قد يبدأ من أمام شاشات الحواسيب أو في فضاء الشبكة العالمية الهائل وربما في ظل هواء التكييف ـ هذا لمن يمتلكونه ـ لكنه حتما لن يصل لمبتغاه دون المرور عبر الشارع .
الشارع الحقيقي وليس مثلث المعارضة الشهير في وسط البلد الشارع الذي يحوي الشعب الحقيقي الذي نريده أن يتحرك والذي هو القوة الوحيدة القادرة على لإزالة الظلم فقط إذا قرر ذلك
الشارع الذي تجده في باب الشعرية وبولاق وإمبابة وعزبة العرب وغيرها وغيرها من أماكن تواجد الأغلبية الحقيقية والمؤثرة للشعب المصري
كما أنه لابد من المعتقلات والمحاكمات والدماء وربما الفوضى وهذه كلها مهمات لن تتوانى حكومتنا الرشيدة في أدائها على أكمل وجه ليس عندي شك في هذا لكن حينها نكون على أبواب مرحلة جديدة قد تكون أفضل إن قادها مخلصون وربما تكون أسوء من يدري لكن دعونا نجرب
نعم الإضرابات هي بداية طريق طويل للتغيير علينا أن نسلكه كله ـ هذا إذا أردنا الحرية ـ
علينا أن لا نتلذذ بالنضال على شاشات الحاسب وفي الغرف المغلقة بل ولا حتى على سلالم نقابة الصحفيين والمحامين
علينا أن لا ندعي فشل الإضراب ونقتل النبتة في مهدها بل علينا رعايتها وتنميتها والتفكير في وسائل أكبر نستطيع الوصول بها إلى شعبنا الذي مازال لا يعرف عنا شيئا

أكثر شيء أخشاه وقد بدأ في الحدوث أن تتحول هذه الحركة إلى مجموعة ضمن المجموعات المعارضة في إطار النخبة ومثلثها الشهير في وسط البلد ، يصبح اسمها مجموعة 6 أبريل وكل وظائفها الخروج إلى سلم النقابة كلما أرادوا للتصوير وإطلاق بعض الصيحات والإدلاء ببعض التصريحات ثم الذهاب إلى المنازل وقد استراح الضمير إلى ما بذل من أجل هذا البلد المنهوب
علينا أن نحافظ عليها كما هي وننميها ونكبر بها حتى تتجاوز فضاء الشبكة العالمية إلى أرض الواقع وحتى يسمع بها عم أحمد وعم عربي وغيرهم ممن يقفون ساعات من أجل رغيف خبز أو صرف بطاقة التموين التي أوشكت على النفاذ

وكلمة أخيرة إلى القوى السياسية الموجودة فعلا وعلى رأسها الإخوان وكفاية والغد
يجب دعم هذه المجموعات والتحرك معها أو حتى إرشادها أو التحرك بها لكن اكسروا حاجز المثقفين واتجهوا إلى الشعب الحقيقي وقد كانت هناك تجارب لكل منكم في ذلك
الإخوان في الانتخابات والغد في الرئاسة وكفاية في احتجاجات السيدة وغيرها ودعوا تلك الحركة تنمو لتعم

كلمة أخيرة أخرى خاصة لقيادة الإخوان
أرجوكم
لم يبق هناك شيء نراهن عليه .. الحكومة أحرقت كل الأوراق ووفرت لنا مشقة الاختيار إذ لم تترك لنا سوى طريق واحد هو النزول للشارع
أعلم أن الثمن سيكون فادحا لكن من قال أننا لا ندفعه الآن دون أن نحصل على شيء
أرجوكم كفى أنصاف حلول لم يعد الوضع يحتمل
أنتم الفصيل الأكبر والأكثر تأثيرا وشعبية وهذا يضع عليكم مسئولية قيادة هذا التحرك القادم كما يضع عليكم أيضا وزر إجهاضه وقتله
لا أظن أن هناك وقت أفضل من ذلك لبداية التحرك .. أرجوكم لا تضيعوه


تساءل أخير
لماذا لم يضرب نواب الإخوان في مجلس الشعب يوم الأحد عن حضور الجلسات وحضروا كاملي العدد هل يتحركون خلاف ما تقوله الجماعة أم أن هناك أسباب أخرى ؟؟ ـ
أعتقد أن الجميع من حقه إجابة شافية أو محاسبة حقيقية للمسئول

النضال الجنسي

معذرة لم أجد صورة مناسبة توضح ما أريد فوصفتها

شيكاغو .. دم على نهد .. سرير الرجل الإيطالي ....... وغيرها ، أشهر روايات النضال كما نعرف هذه الأيام روايات يتشدق كاتبوها بأنهم معارضون ومناضلون من أجل الحرية والكرامة في بلد لم تعرف لهما معنى من قبل

وبعد كل رواية يخرج علينا من يدعون الثقافة للحديث عن مدى روعة الرواية وعمقها وشدة تأثيرها وشدتها على حاكمنا الظالم الذي يكاد ينفجر ذعرا وغيظا من شدة وقع الكلمات عليه . وتنهال الجوائز وتتوالى التحليلات للروايات وللمناضلين الكل يسابق من أجل إثبات روعة ما كتب وعبقرية من كتب وشدة نضاله

حتى الآن لا يبدو شيئا غريبا مجموعة من المناضلين يحتفي بهم شعبهم
لكن
ما أن تقرأ الروايات حتى لا تكاد تتبين من سطورها موضوعا غير المحور الجنسي الثابت في الروايات الثلاثة على الأقل والطاغي على جميع المحاور الأخرى لكل الشخصيات الموجودة في الروايات .. وكأن هذا الشعب الذي تتحدث عنه الروايات لا يمكن فهمه سوى من أسفله ولا يمكن التعبير فيه عن النضال إلا على الأسرة وتحت الأغطية

ما أن تبدأ في التكلم على استحياء مستاء من ذلك حتى يخرج عليك ألف ألف صوت يتهمونك بالأصولية والتشدد والتخلف وعدم الفهم الإبداعي والخوف والتقييد وعدم فهم الدلالات الثقافية والغباء والجبن و..و.. و .. إلى آخر سلسلة طويلة من اتهامات لم تنتهي

في الحقيقة أن لا أرى في هذه الروايات سوى روايات جنسية يمكن أن تضاف إلى المئات من أمثالها على مواقع الجنس في الانترنت أو يمكن تسويقها على أنها للنشوة الجنسية دونما خوف أو مبالغة في ذلك

فرواية شيكاغو مثلا ـ وهي الأكثر شهرة كما صاحبها ـ تتناول أفراد من الجالية المصرية في شيكاغو أو إن شئت الدقة تتناول الحياة الجنسية لأفراد من الجالية المصرية في شيكاغو ويقحم فيها على استحياء دلالات سياسية بين الحين والحين . وهكذا نخرج بعدها لنهلل لكاتبها ونشكره على مقاومته وجرأته أمام الحاكم والنظام .. ياسلااام

هذا هو النضال .. ؟؟ الله


أيضا هذا كما رواية دم على نهد التي اشتريتها من المعرض وأندم كل يوم على العشرين جنيها التي ذهبت لأجلها فهي رواية مكرره ككل الأفلام العربية غير أنها منذ صفحتها الأولى حتى الأخيرة لا تترك الجنس لحظة ولو حذفت الصفحات الموجود فيها الجنس لما تبقى للرواية أكثر من عشر صفحات أو يزيد

المشكلة أن الكاتب ـ إبراهيم عيسى ـ بذكر في الغلاف الخلفي أن الرواية قوية وأنها للأقوياء فقط الذين يتحدون الممنوع ويحطمون الأسوار وإلى غير ذلك من كلمات رنانة خلته قد كسر فيها وفضح النظام المستبد حتى بدت كلماته لفرط قوتها محرجة ممنوعة ، غير أني ما لبثت إلا أن علمت أنه قصده الأقوياء في غرف نومهم والأقدر على كسر حيائهم ـ وإن لم يكن مطلوبا هذه الأيام ـ

لا أرى حقيقة في هؤلاء سوى شبق جنسي زائد لم تحويه الحياة فخرج على صفحات الروايات .. لذا أنا لا أعترض على وجود هذه الروايات أو نشرها أو حتى توزيعها بالمجان على كل مواطن فهذا حق الكاتب في أن يكتب ما يريد وما يشعر كفاهم كبتا ..ـ


لكني فقط أعترض على ينظر إلى هذه الروايات على أنها مثال للنضال والحرية والمقاومة والممانعة فهذا كذب واضح وتدليس بين

أرجو أن تعود هذه الروايات إلى أماكنها الحقيقة على أبواب الملاهي الليلية فهناك ولا شك ستجد من يقدرها قدرها
وعذرا لكل دعاة الحرية المزعومة هذا ليس نضالا وإنما إسفاف



وأخيرا يقول مطر عن مثل هؤلاء الأدباء

أُعلن الإضراب في دور البغاء.
البغايا قلن:
لم يبق لنا من شرف المهنة
إلا الادعاء! ـ
إننا مهما أتسعنا
ضاق باب الرزق
من زحمة فسق الشركاء.
أبغايا نحن؟! ـ
كلا.. أصبحت مهنتنا أكل هواء . ـ
وكان العهر مقصورا
على جنس النساء.
ما الذي نصنعه؟
ما عاد في الدنيا حياء ! ـ
كلما جئنا لمبغى
فتح الأوغاد في جانبه مبغى
وسموه: اتحاد الأدباء ! ـ
.
.
.
ربي
.
.
.
بك أطمئن

بلاد السواد

بلادي تُسَمّي بلادَ السَّوادْ

.لِفَرْطِ القِري.

.أم لِخَرْطِ القِتادْ؟!

فمِن عَهْدِ عاد

ْتَهيجُ الشَّتائلُ فوقَ الروّابي

وتَسمو السّنابلُ بينَ الوهاد

ْوإذ يَطمَعُ النّاسُ بالشّبْعِ منها

تَدورُ المناجِلُ يومَ الحَصاد

ْحرائقَ تَذرو غِلالَ الرَّماد

ْبهذي البلادْ!ـ

***

تَموتُ الثّعابينُ فوقَ الجبال

ِفتحيا العقارِبُ في كُلِّ وادْ

.تَغيبُ التّماسيحُ..

تبدو السَّحالي

يَروحُ القُراد

ُ.. يَجيءُ الجَراد

ْ.بُيوضُ الزَّواحِفِ مِن كُلِّ نوعٍ

بهذي البلادْ!ـ

***

يَدورُ الصِّراعُ كسوقِ المَزاد

ْ:بأيِّ اللصوصِ سَيُرعي الكَسادْ؟

لدي أيِّ جِلْفٍ يكونُ العِتادْ؟

علي أيِّ وَغْدٍ سيرسو الفَسادْ؟

وتَعلو الدّلاءُ..ـ

وتهوي الدّلاء

ُفيُشرِقُ لَيلُ المُبيدِ الجَديد

ِويَغرُبُ لَيلُ المبيدِ المُبادْ.ـ

ويَجري البلاءُ بهذي البلاد

ْكفيلمٍ مُعادْ!ـ

***

بهذي البلادْ

تَسيلُ الدِّماءُ..ـ

ويَجري المِداد

ْ.تُعادُ البَسوسُ

وتَفني النُّفوسُ

وتأتي الدُّروسُ

وتمضي الدُّروسُ

ولا تُستَفادْ.ـ

كذلكَ كانت

ْكذلكَ أمسَت

ْكذلكَ تبقي ليومِ المَعادْ!ـ

***

بلادي تُسَمّي بلادَ السَّوادْ..ـ

لِطُولِ الحِدادْ !ـ

القصيدة لأحمد مطر على موقع الساخر وهي من آخر القصائد التي كتبها ـ كتبت منذ أسبوعين تقريبا ـ ترى هل ينتمي مطر لنفس بلادي ؟؟؟ يبدو ذلك

غزة ...ـ






شعوب نائمة وحكومات عاهرة وقوى مغفلة
وغزة تحرق

لكن لن تركع
فقط نحن من يركع
سحقا