وصلني على " الفيس بوك " ملف فيديو تقول لقطته الأولى هذا الفيديو فخر لكل المسلمين وهداية لكل العالمين !! لم أتمالك نفسي طبعا .. بعد الاستغراق في الدهشة وممارسة طقوسها المعتادة لدي قررت أن أسرع لأرى ماذا يحوي ذلك الملف الذي ـ أصبح ينافس في فاعليته كلام رب العالمين ـ لم أجد طبعا سوى مجموعة صور سيئة تقنيا وجماليا ومنسقة بشكل مقزز لمجموعة مسلمين ساجدين في كل مكان بالعالم على ظهر مركب ، في الشارع ، أمام مسجد ، في كل مكان .... وفقط
هكذا انتهى الفيديو الذي يعتقد صاحبه أنه الدليل المقنع والواضح الذي يزلل القلوب ويحرج العقول المنكرة للإسلام وكذا يخرج أهل الأمة من حالة يأسهم إلى الفخر الكبير بما يملكون .. !! هكذا يتصور وهكذا يعتقد وللأسف أصبح هذا التسطيح والسذاجة والميل للمظهرية في عباداتنا واهتمامنا بالشكل والكم دون المضمون والكيف هو السائد على تعامل كثير من المسلمين مع دين ربهم الذي أعتقد أنه أنزل أساسا لهداية الإنسان وتزكية قلبه
مثلا تأتي إلى رسالة على البريد الإلكتروني عنوانها " فرصة لكل مسلم " بها بعض الأذكار الغير مترابطة والتي تفقد معناها من عشوائية ترتيبها ، تتناثر بينها بعض آيات الكريم ، والرسالة طويلة حتى أصل لأخرها لأجد سؤال يسألني هل تعلم كم حصلت على حسنات من قراءتك لهذه الرسالة ويعطي رقما بالأرقام يتجاوز عدد أصفاره الست ثم يحثني بصفاقة أن أرسلها لكل من أعرفهم وألا أحرمهم من ذلك الأجر الكبير ثم يتوعدني إن لم أفعل فإني سأكون جاحدا رعديدا مانعا للعلم ومن أولئك الذين لن يكون لهم سوى نار جهنم جزاء ما منعوا من نور الله بل إن احدهم يقول بمنتهى الصفاقة " فإن لم ترسلها فأنت لا تستحق الثواب " وكأنه من يمنحه ؟؟
طبعا أحذف كل هذه الرسائل كما أحذف رسائل إعلانات البورنو متقززا فتأثيريهما سواء
في الحقيقة لا يتوقف سيل الإسلام الكمي أو القياسي عند هؤلاء بل يتعادهم إلى كثير من الدعاة وكنير من عاداتنا وبالأخص في رمضان . كم ختمة ستختم ؟؟ أعرف كثيرون يتجاوزون الخمس ختمات في الشهر وعندما ذكرت ذلك لأحد أصدقائي تعجب من ضعف همتي في المعرفة إذ أنه يعرف كثيرون يتجاوزون عشر ختمات
كان أحد أصدقائي يصر على أن الجزء لا ينبغي أن يأخذ وقتا أكثر من عشرين دقيقة وبذلك تكفي الساعة لإنجاز ثلاثة أجزاء !!ـ
صلاة التراويح أصبحت مجال سباق في من سيقرأ أكثر أعرف مسجد شهيرا بجوارنا يختم ختمتين وهو شهير جدا ذهبت مرة وصليت هناك ركعتين . لم تحملني قدماي ولا أظن أن كثيرا من الحضور كان يهمه شيئا في القراء سوى الإنجاز حتى الإمام كان يقرأ بسرعة وكأنه يريد أن ينجز أكبر قدر في أقل وقت ـ هكذا يحقق أعلى جودة ـ
في الحقيقة الأمثلة كثيرة
أصبح هناك اتجاه كبير لتحويل العبادات إلى أرقام وأعداد ، وهذا يمحو كل أثر لها على القلوب والعقول
لا أعتقد أن هذه هي فلسفة الإسلام ولا هدفه . أظن أن قراءة جزء واحد في رمضان بتدبر ومعايشة خير من عشر ختمات لا يعرف صاحبها ماذا قرأ ، وركعتين بتأني وإحساس خير من مئات الركعات التي لا تثمر في القلوب سوى كبرا وغرورا وعجبا
اللهم انعم علينا بفيض من نورك .. وقبس من حكمتك .. واهدنا لمرادك .. ووفقنا لفهم آياتك .. وامنحنا رضاك .. يا كريم
الاسلام القياسي ؟؟
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
8 comments:
عزيزي أبا سيف
أنت على حق فيما دفعت به هنا ، الإسلام مبدأ و طريق في الحياة ، العبادات هي ما يعين على الطريق و لكنها ليست الطريق ، يمكنك القول أنها كالزاد في السفر ، ضروري لكنه ليس السفر
تحياتي و تقديري
والله صدقت...في أحد إعلانات قناة الرسالة المعلن بيقول: اغتنم الفرصة...اقتن المصحف الالكتروني وتأكد انعه مافيش حسنات حتفوتك!!!
يا سلام!
لا اله الا الله...وانت ايش دراك؟ وايه التسطيح دة ونفسية "اللي يلحق" حتى في التعامل مع ربنا سبحانه وتعالى...وبالنسبة للختمة...كام واحد من اللي بيختموا دول بيتأملوا معنى الكلام ويضيف لحياتهم؟
والله حديث ذو شجون
بص بصراحه ليك حق
بقت زى اعلانات التلفزيون
بيتاجرو بيه يعنى
جزاك الله خير
وكل سنه وانت طيب
دكتور إياد
يشرفني تعليقك وتكثر علي تحياتك وتقديرك
جزاك الله خيرا
===============
الله اللوطن ... أما نشوف
مثل هذا اإعلان موجود بإذاعة القرآن الكريم وقد علق عليه مرة الأستاذ فهمي هويدي منتقدا
ومثله إعلان أخر أكثر مرحا عن النغمات الاسلامية في قناة الناس يقول "رنتك تدخلك الجنة " ههههههههههه منتهى السذاجة والتسطيح
وللأسف أصبح ذلك عادة لدينا كلما تناولنا الدين
عموما كما قلت الحديث ذو شجون
جزاك الله خيرا
================
همس
أكرمك الله وجزاك خيرا
وربما تكون إعلانات التلفزيون الاستهلاكية أكثر صدقا إذ أنها تتاجر فيما تملكه ولم تتجرأ يوما في المتاجرة بما جعله الله حقا له خالصا
عموما
كل عام وأنت أيضا بخير
هات مرارتك نفقعها لك
برضه إعلان علي قناة الناس مبردات "المشتاقون إلي الجنة" .. برضه إستغلال للدين بطريقة غريبه بتخلي الدين حاجه سطحية بعيداً عن الجوهر و هوا دا فعلاً اللي عايشينه يعني التدين الظاهري بيزيد و في نفس الوقت الجرائم بتزيد
ربنا يهدي
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
وعين السخط تبدي المساويا
حديث ذو شجون
بصرحة لديك كل الحق فيما قلت
وهذا الأمر يظهر بوضوح في ما يسمي بالقنوات الدينية ..استخفاف بعقول الناس وكأننا مجرد سذج ..وهم في الحقيقة يسعون إلي الربح
وفقك الله
ومنتظرين موضوعات جديدة
لا تكن بخيلا في موضوعاتك
تقبل تحياتي
Post a Comment