الإنسان

قامت من نومها مرتجفة لا تكاد ترى أمامها يكاد ظهرها المقوس أن ينشطر نصفين لكنه يعلن إحتجاجه ببضع قرقعات اعتادت ألمها ، تتجه مسرعة لتأخذ دورها أمام دورة المياه المشتركة ... لحسن حظها ليس أمامها سوى واحد فقط
صباح الخير يا سيد
صباح النور ياعمة سعيدة
.........
ينطلق صوت المنبه من الهاتف الجوال الأنيق الموضوع أمام السرير الفاخر ليعلن ان الساعة تجاوزت الخامسة بقليل ، يرفع الغطاء متثاقلا يتثائب مرة أو مرتين ثم يقرر أن عليه النهوض .. ينهض ببطأ ثم يتجه إلى دورة المياه بعد أن يلتقط منشفته ويلقيها على كتفه وهو يدندن
......
يرتفع صوت سعيدة لاعنة كل سكان الأدوار السفلى وعائلاتهم لعدم وصول الماء إليها .. ويرتفع صوت الطرق على باب دورة المياه القذرة مطالبا إياها ( بالتشهيل شوية ) تتمتم بسبة بذيئة لاعنة من بالخارج وتسكب إناء الماء الذي بالكاد يوشك على الامتلاء على جسدها المنهك ثم تدلك بصعوبة شعرها الأبيض المجعد ريثما يمتلأ الإناء مرة أخرى
.........
يتحسس بيده الماء مطمئنا لحرارته ثم يستلقي فيه مسترخيا يطالع الجريده ، ينهض بعد قليل ليغسل أسنانه ويضع مزيلا لرائحة العرق ، ثم يلبس ردائه القطني ويخرج مهرولا ناحية المدفئة ، يرتدي ملابسه بهدوء ثم يتهيأ للصلاة
........
تخرج من دورة المياه تشيعها إعتراضات المنتظرين وسبابهم بينما ترد عليهم الصاع صاعين مذكرة إياهم بسلوك أمهاتهم المشين ، تدخل غرفتها لتضع فرق رأسها قطعة قماش بالية تحمل من الأتربة أكثر مما تحمل من الأنسجة ، ثم تأخذ من ركن الحجرة حقيبة قماشية مهترئة بها بعض علب المناديل الورقية وتنزل مسرعة
........
يصب المشروب الدافئ داخل الكوب الكبير الحافظ للحرارة وينزل مسرعا في المصعد متجها إلى سيارته
صباح الخير ياعبدو
صباح الفل ياباشمهندس أنا خلصت العربية يباشا
شكرا ياعبدو
ويركب سيارته الجديدة وينتظر قليلا حتى ( تسخن )ـ
.............
تجرى مسرعة تجاه حافلة ممتلئة براكبيها لكنها تجد مكانا لها بصعوبة بين الأجساد الملتصقة ، ينظر إليها الكمساري بشفقة
ما بدري ياحاجة
لا والله ياعصام دا أنا رايحة التحرير
لم يأخذ منها أجرة . يبدو أنهما متفاهمان . بعد نصف الساعة تصل الحافلة القديمة إلى ميدان التحرير . لتنزل أمام إشارة المرور المطلة على تمثال عبد المنعم رياض وهناك تبدأ عملها
.........
ينطلق بسيارته وهو يرشف مشروبه الساخن بهدوء ويستمع إلى القرآن بصوت الشيخ عبد الباسط في المذياع .. يقف إشارة المرور بميدان عبد المنعم رياض ، تقترب منه سيدة عجوز منحنية الظهر
حاجة لله يابيه ..
الله يحنن ياحاجة
طب خد مناديل الله يخليك
لا ياستي مش عاوز
يابيه....
فتحت الإشارة لينطلق دونما اكتراث ليدها الممدودة تجاهه ، تتركه غير يائسة من إعادة المحاولة فيما بعد مع غيره

يدخل القاعة الفخمة المكيفة في ذلك المكتب الأنيق للتدريب والتنمية البشرية حيث ينتظره الجميع ، بعد الترحيب ينظر إليهم بابتسامة
النهاردة كلامنا هايكون عن
ويلتفت ليضغط على زر بيده لتظهر على الشاشة كلمة الإنسان كبيرة
عن الإنسااااااان
هكذا يمدها وابتسامة راضية ترتسم على وجهه ، ونظرة ترقب في عيون مستمعيه ليتعلموا
الإنسان هو الثروة الحقيقية الوحيدة في العالم ؟؟؟؟
ويتابع
.......................
مناديل يابني ؟؟

..................

عشرون مليون مصري .. من وحي إعلان موبينيل

عشرون مليون مصري تعرف ماذا يمكن أن يعملوا ؟؟
بعيدا عن الافتراضات الوردية أو البرتقالية لدى موبينيل في حفر القناة أو تنظيف الشوارع أو بناء المقابر ( الأهرامات ) كان شيطاني يفكر بطريقة أخرى .. أخبرني أن
عشرين مليون مصري
ممكن يحكموا أنفسهم ويغيروا واليهم فقط لو هم أرادو *
ممكن يحاكموا جمال وعز وكمال وصفوت بل ومبارك .. تخيل .. لو هم أرادوا *
ممكن يحيلوا أحلام الحزب الوطني في ولادة طبيعية لجمال الرئيس إلى كوابيس عن ولادة متعثرة تنتهي في القبر *
ممكن يفتحوا حدود مصر لأهل غزة *
ممكن يصنعوا حريتهم بأيديهم وتقف الشرطة طوع أمرهم *
ممكن يبنوا في ذلك البلد صرحا يتعجب منه الناظر روعة وتأملا *
ممكن ... ـ *
أخرسته فجأة .. ماذا دهاك .. شيطان أنت أم ملاك .. ساحر أم شاعر .. ثم علمته

عشرون مليون مصري
ممكن يسكتوا وفقط .. " يتكلموا أكتر مع موبينيل والدقيقة بـ 20 قرش بس "ـ *
ممكن يهرولوا وراء لقمة عيش مزعومة *
ممكن يقولوا 40 كلمة نفاق في دقيقة واحدة *
ممكن يدفعوا 20 مليون جنيه في ساعة واحدة رشاوي *
ممكن يؤلفوا 0 2 مليون كتابا في الصبر والستر والحمد وتقبيل اليد *
ممكن .. فقاطعني متخابثا *
ممكن يبنوا هرم ثالث يسع الجميع ...ـ
امم
يبدوا أن موبينيل لديها حق ... ربما

الاسلام القياسي ؟؟

وصلني على " الفيس بوك " ملف فيديو تقول لقطته الأولى هذا الفيديو فخر لكل المسلمين وهداية لكل العالمين !! لم أتمالك نفسي طبعا .. بعد الاستغراق في الدهشة وممارسة طقوسها المعتادة لدي قررت أن أسرع لأرى ماذا يحوي ذلك الملف الذي ـ أصبح ينافس في فاعليته كلام رب العالمين ـ لم أجد طبعا سوى مجموعة صور سيئة تقنيا وجماليا ومنسقة بشكل مقزز لمجموعة مسلمين ساجدين في كل مكان بالعالم على ظهر مركب ، في الشارع ، أمام مسجد ، في كل مكان .... وفقط
هكذا انتهى الفيديو الذي يعتقد صاحبه أنه الدليل المقنع والواضح الذي يزلل القلوب ويحرج العقول المنكرة للإسلام وكذا يخرج أهل الأمة من حالة يأسهم إلى الفخر الكبير بما يملكون .. !! هكذا يتصور وهكذا يعتقد وللأسف أصبح هذا التسطيح والسذاجة والميل للمظهرية في عباداتنا واهتمامنا بالشكل والكم دون المضمون والكيف هو السائد على تعامل كثير من المسلمين مع دين ربهم الذي أعتقد أنه أنزل أساسا لهداية الإنسان وتزكية قلبه

مثلا تأتي إلى رسالة على البريد الإلكتروني عنوانها " فرصة لكل مسلم " بها بعض الأذكار الغير مترابطة والتي تفقد معناها من عشوائية ترتيبها ، تتناثر بينها بعض آيات الكريم ، والرسالة طويلة حتى أصل لأخرها لأجد سؤال يسألني هل تعلم كم حصلت على حسنات من قراءتك لهذه الرسالة ويعطي رقما بالأرقام يتجاوز عدد أصفاره الست ثم يحثني بصفاقة أن أرسلها لكل من أعرفهم وألا أحرمهم من ذلك الأجر الكبير ثم يتوعدني إن لم أفعل فإني سأكون جاحدا رعديدا مانعا للعلم ومن أولئك الذين لن يكون لهم سوى نار جهنم جزاء ما منعوا من نور الله بل إن احدهم يقول بمنتهى الصفاقة " فإن لم ترسلها فأنت لا تستحق الثواب " وكأنه من يمنحه ؟؟

طبعا أحذف كل هذه الرسائل كما أحذف رسائل إعلانات البورنو متقززا فتأثيريهما سواء

في الحقيقة لا يتوقف سيل الإسلام الكمي أو القياسي عند هؤلاء بل يتعادهم إلى كثير من الدعاة وكنير من عاداتنا وبالأخص في رمضان . كم ختمة ستختم ؟؟ أعرف كثيرون يتجاوزون الخمس ختمات في الشهر وعندما ذكرت ذلك لأحد أصدقائي تعجب من ضعف همتي في المعرفة إذ أنه يعرف كثيرون يتجاوزون عشر ختمات
كان أحد أصدقائي يصر على أن الجزء لا ينبغي أن يأخذ وقتا أكثر من عشرين دقيقة وبذلك تكفي الساعة لإنجاز ثلاثة أجزاء !!ـ
صلاة التراويح أصبحت مجال سباق في من سيقرأ أكثر أعرف مسجد شهيرا بجوارنا يختم ختمتين وهو شهير جدا ذهبت مرة وصليت هناك ركعتين . لم تحملني قدماي ولا أظن أن كثيرا من الحضور كان يهمه شيئا في القراء سوى الإنجاز حتى الإمام كان يقرأ بسرعة وكأنه يريد أن ينجز أكبر قدر في أقل وقت ـ هكذا يحقق أعلى جودة ـ

في الحقيقة الأمثلة كثيرة
أصبح هناك اتجاه كبير لتحويل العبادات إلى أرقام وأعداد ، وهذا يمحو كل أثر لها على القلوب والعقول

لا أعتقد أن هذه هي فلسفة الإسلام ولا هدفه . أظن أن قراءة جزء واحد في رمضان بتدبر ومعايشة خير من عشر ختمات لا يعرف صاحبها ماذا قرأ ، وركعتين بتأني وإحساس خير من مئات الركعات التي لا تثمر في القلوب سوى كبرا وغرورا وعجبا

اللهم انعم علينا بفيض من نورك .. وقبس من حكمتك .. واهدنا لمرادك .. ووفقنا لفهم آياتك .. وامنحنا رضاك .. يا كريم

إلهي

يا كريم يا عظيم يا ودود
اللهم إني أعلم أن ذنوبي كثيرة وزلاتي عديدة وخطاياي لا تقف ، وما كان لمثلي أن يجرأ على الطلب منك يا ذا الجلال .. لكن عظمتك ورحمتك وعفوك غرني فلا تحرمني مزيد فضلك ودوام نعمتك وسعة عفوك وعاملني بما أنت أهله يا غفور يا عظيم يا رحيم

اللهم أنت خلقتني وسويت نفسي ، تعلم سري وجهري ، تعلم سرعة يأسي وقلة صبري فاغفر لي ما ظهر من ضجري ، وأعني على إدراك مرادك في نوائب الدهر من حولي ، ورضني بما قسمته لي بحكمتك ، وأعني على أن أكون لك عبدا طيعا ، واغفر لي يا إلهي عجلتي وقلة حكمتي وسوء تصريفي واهدني إلى الخير حيث كان بحكمتك وفضلك

اللهم ما عصيتك استخفافا بعذابك ولا استهتارا بك .. وما كان لي .. لكنها شهوة نفسي وقلة صبري وفساد سريرتي ـ أنت أعلم ربي ـ فلا تآخذني بكثرة ذنوبي وعاملني بالإحسان الذي أنت أهله .. وتجاوز عني بعظمتك واغمرني من فضلك

اللهم لا أعلم شرفا يوازي أن أكون عبدك ـ وإن كنت عاصيا ـ فلا تحرمني رضاك يا ربي

ليس لدي عنوان

لم أكتب منذ فترة طويلة لكني لا أعتقد أن ذلك قد أزعج أحدا ، لذا لن يلزمني أن أبشر أحد بعودتي .. لكني مازلت أهنئ نفسي على ذلك إذ مازلت أقرأ بحماسة ما كتبته من قبل

المهم
بدأ رمضان ـ طبعا الكلمة متأخرة جدا إذ أن نصف الشهر قد شارف على المضي أسأل الله أن لا يحرمنا بركته ـ لكن رمضان هذا العام يأتي علي وقد فقدت فيه أحد أكثر ما أحبه وأستمتع به فيه . صوت الشيخ ياسر سلامة وأداءه الرائع ـ بارك الله له فيه ـ حيث فوجئت أول ليلة بأنه غائب هذا الشهر وعلمت بعد السؤال أنه سافر إلى الإمارات .. لا أحتاج طبعا أن أصف شعوري لكنه مزيج من الدهشة والغضب والحزن وربما ( التوهان ) ـ إن كان هذا شعور ـ ظللت وإلى الآن أبحث عمن يملأ فراغ الشيخ لدي لكني لم أجد وإن كانت الصلاة في مسجد أبي بكر الصديق خلف أخيه الشيخ أحمد سلامة قد ملأت جزأ من ذلك الفراغ . لكن مازال هناك حنين إليه وحسرة عليه . بارك الله له وأعانه

أمر آخر هو تلك العملية التي أعاني منها مع معظم من أعرف في رمضان وكل رمضان ـ عملية العبادة الكمية أو بالكيلو ـ تلك التي تركز على كم ركعة وكم آية وكم ختمة وكم وقفة بل وكم دمعة حتى تفقد كل هؤلاء روعة أحاسيسهم وأسرارهم لدى القلوب الحية ربما هي عملية قولبة سهلة لأداء العبادات وإن بدا عليها الصعوبة
أسأل الله أن يرفع ذلك الفكر عن عقولي وأن ينعم علي بفيوضات الفهم وأنوار الجلال


هشام طلعت مصطفى ومجلس الشورى المحروق
في الحقيقة لم أشعر بأدنى اهتمام أو تفاعل لأي من الحدثين كنت كمن بتابع أحد الأفلام الأجنبية وهو يعلم يقينا أن هذا تمثيل مهما ارتفعت كلفة الديكورات ومشاهد الأكشن ... ربما

الدويقة .. بلدي
سقط المقطم كما حذر الخبراء من قبل لكن منذ متى يستمع أحد لرأي خبراء ... سقط وسحق معه أرواح المئات ولن يهتز طرف لدى أي من الأفاقين المتحكمين في بلدنا .. للأسف هذه بلادنا وهذا حالنا الذي نفضل أن نتعايش معه على أن نسعى لتغييره
المستفز أن يخرج رئيس الوزراء بكل صفاقة وتبجح ليقول أنه كان مقررا نقل هؤلاء السكان بعد أسبوعين إلى شقق بديلة لكن القدر لم يمهلهم ..!! هذا الكذاب !! ألا يعلم أن المساكن المبنية من ضرائب الشعب المصري والمسماة نفاقا باسم سوزان مبارك جاهزة منذ خمس سنوات وفارغة ولم تقوم الحكومة بأي جهد لتسكينهم ؟؟ هو بالقطع يعلم لكنه كذاب .. وبالرغم مما حدث وإن كان كلامه صحيحا فإن الواجب أن تقوم الحكومة بتسكينهم الآن في المساكن التي قالت أنها كانت ستنقلهم إليها بعد أسبوعين هاهو قد مضى أسبوع ولم يسمعوا حتى عن إجراءات وأشك كثيرا في كونهم سينقلون أصلا

المستفز أكثر أن تعلم أن نائب هذه الدائرة في مجلس الشعب هو محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق وأحد أكثر الوزراء فسادا وسرقة وتظل لافتة مكتبه المطلة على طريق الأوتوستراد دليلا على فساده ونكرانه للجميل حتى مع أبناء دائرته ـ هذا إن كان يعرفهم أصلا ـ

وأخيرا حتى لا ننسى هؤلاء المنكوبين فإن لجنة الإغاثة الإنسانية باتحاد الأطباء العرب تقوم بجهد لإيوائهم وإعانتهم وتجمع التبرعات من أجل ذلك ويمكن التبرع في مقر الاتحاد بدار الحكمة بالقصر العيني أو الاتصال بالرقم 0104002121 ليصلك مندوب منهم


حملة فك الحصار عن غزة
إسرائيل لم تجرأ على اعتراض حملة النشطاء العالميين لكسر الحصار عن غزة خوفا على سمعتها .. لكن حكومتنا الباسلة فعلتها .. من قال أننا أضعف من إسرائيل ؟؟

أخيرا
تقريبا قد مضى عام منذ بداية كتابتي في المدونة لكني لا أجد ذلك مدعاة لأي شيء ولا أظن أن هناك ما تغير لكن هذا للتاريخ فقط ....... ههههههه

أمل ... ؟؟؟ هأو

جاء الحكم لصاحب العبارة بالبراءة وبالإدانة للركاب ـ اللذين لم يثبت موتهم غرقا ..!! ـ جاء محفزا لي كي أكتب منفسا عن غضبي حتى لا أنفجر في نفسي فلا أؤذي غيري وصرحت برغبتي تلك إلى أحد أعز أحبابي فقال معلقا لكن اجعل لكتابتك هذفا ، قدم حلا ، لا تكتفي كما هي عغادتك بنشر السواد وقتل الأمل اجعل هناك ولو بصيص من أمل
ومن وقتها وأنا أحاول اكمال التدوينة التي توقفت عند ماحدث ولم أستطع المتابعة في الحقيقة لم أجد ما أقول ، بحثت كثيرا فعلا ..لكن لم أجد .. قلت أنتظر قليلا عله الغضب هو من اعمى عيني العمياء أصلا عن رؤية ذلك الأمل الذي يتغنى به كل الشعراء ويحيا عليه كل البسطاء
انتظرت .. فجاءني الجواب قانون المرور حال بلادي ومجموعة مواقف يومية ربما أجتمعت هذه الأيام لدي فجأة فقط لتمنحني الاجابة .. حوار قصير مع أحد أصدقاءي يسألني وكأنه قادم من المريخ ما الذي لا يعجبك في البلد ؟؟؟ لاشيء فقط أنا إنسان متطلب زيادة على اللزوم ولم أقدر نعمة أن تحيا في ظل الحكم الرشيد والحكومة الرشيدة
عموما حتى لا أقدم لمن قدر له أن يقرأ أي جديد أقول لكم وبكل وضوح

لا أمل .... لا أمل .... لا أمل

وإن حاولت استنباط الأمل .. لا أمل
لا أمل لأنه لا يوجد فعلا بصيص ـ حتى بصيص ـ أمل أرجوكم لا أحد يحدثني عن أن هناك أمل وأنظر معي .. إنه هناك .. لا تكن سوداويا .. الحياة بيضاء

حسنا .. حسنا
إذن هنيئا لكم هذه الحياة واستمروا وراء أملكم وها أنا منتظر
لكن بالخارج

أن وجدتم الأمل فأخبروني لكني لن أنتظر.. أكره الانتظار

ب4م


لا أستطيع في البداية أن أتجاهل وفاة الدكتور المسيري وأن أقدم التعزية إلى كل حر يهمه أمر هذا الوطن .. رحمه الله كان رمزا في زمن عز فيه الرموز حتى بتنا نبحث في نفايات الأفراد عمن يمكن أن نسميه رمزا .. يارب سلم .. ترك الرجل تراثا عظيما ، خاسر من لم يحاول الاستفادة منه .. رحمك الله يادكتور وطيب سراك وأفاض عليك من نعمائه يارب

ب4م
هذا هو العدد الأخير من سلسلة فانتازيا للكاتب العبقري أحمد خالد توفيق ، ـ من قرأ التدوينة الماضية يعلم ذلك طبعا ومن لم يقرأها أيضا يعلم فالأمر ليس بذلك الغموض إلا أني أفترض وجود من لا يعلم ـ المهم
لمن لا يعرف فبطلة هذه السلسلة ـ ككل أبطال أحمد خالد توفيق ـ لا تمتلك من المأهلات ما يجعلها بطلة على الإطلاق بل ولا حتى مميزة في عالم الواقع وهذا سر تفرده ، لا تمتلك عبير سوى خيال خصب ونفس شفافة بريئة وهواية قراءة لا يسعها روايات الدنيا ، ومن ثم تمضى السلسلة في عالم افتراضي هو خيال السيدة عبير هذا العالم هو فانتازيا حيث يصبح كل المستحيل ممكنا بالنسبة لعبير طبعا ، ويمكن لعبير أن تلعب كل الأدوار في أي من الروايات وفي كل الأزمنة فتارة تراها تحارب تينينا صينيا أو تنقذ موسوليني بأمر هتلر أو تلعب دور هندية أو أو أو الخيارات حقا كثيرة وصلت حتى الآن 52 خيارا هم عدد روايات السلسلة ، طبعا عبير لا تقرأ كثيرا صحف المعارضة ولا حتى روايات الممانعة حتى لا يجد الكاتب نفسه يوما خلف القضبان ، ظننت هذا واضحا ... لكني لا أظن أن مثل عقل الكاتب قد يقنع بحرص عبير لذا فإنه من الممكن أن ترى الكثير والكثير من سلبيات واقعنا على كل المتنويات بين سطور مجموعاته وفي خضم أحداث رواياته فقط كن ذكيا وافهم


العدد الأخير ب4م
العنوان لا يوحي بشيء إلا برغبة عارمة في شراء تلك الرواية ولو كلفك ذلك ثلاث جنيهات كاملة ثمنا لمئة وخمسين ورقة من القطع الأصغر مطبوعة على ورق صحف ـ جرايد ـ لكن من يملك الإعتراض أمام المؤسسة العربية الحديثة
في البداية تقرأ طبعا النبذة المكتوبة في الغلاف بجوار الصورة التي لا تشيب للدكتور أحمد خالد توفيق فتستشف بقليل من فقاقة أن الموضوع يتحدث عن لعبة شطرنج
إذن أين العبقرية ؟؟
اممم لا أدري .. لكن لنكمل تلك النبذة
القصة باختصار أن عبير تلعب دور خبيرة شطرنج تدعى لتلعب لعبة شطرنج بأشخاص حقيقين ـ فريق للشباب وآخر للفتيات ـ يلعب كل شاب وفتاة دور احدى قطع الشطرنج المعروفة .
هدف اللعبة كما يدعي منظمها ـ وهو أمريكي ـ دراسة إلى أي مدى تستطيع السلطة أن تؤثر في الناس ؟!! ـ ركز جيدا
المهم تبدأ اللعبة وتتحرك القطع ـ الأفراد ـ بناء على رغبات اللاعبين ويتم قتل القطع الخاسرة بناء على سير اللعب ، تم افهام عبير واللاعبين أن هذا القتصل صوري مخدر وأنه لن يموت أحد في الحقيقة


تتطور اللعبة من مجرد لعبة جافة إلى علاقات بين القطع المتواجهة التى لا تملك من أمر نفسها شيئا ، علاقات تكشف أصلها الانساني وكذلك عمقها ، إلى هنا والأمر لا يتعدى مجموعة هائلة من المعلومات عن لعبة الشطرنج وتاريخها ـ أمر ليس غريبا على الكاتب ـ لكن لن تسير الأمور على ذلك طبعا فلن تكون الرواية هكذا أكثر من كتاب " هل تعلم ؟ " يكتشف اللعبون أن القتل حقيقي وأن القطع التي خرجت قد قتلت فعلا لا تمثيلا ولا تخديرا ويبدأوا في ثورة يوقفها مشهد تفجير إحدى اللاعبات أمام أعينهم من قنبلة مزروعة في قدم كل منهم ، وهنا يبدأ التحدي فالأوامر القادمة لن تعني لعبة بل تعني إنهاء حياة ـ بكل ما يحمله الأمر من تبعات ـ ويبدأ الصراع الأبدي بين الخوف من الطاغية والخوف على الانسانية والرغبة في التحرر " في الحقيقة برع الكاتب جدا في تصوير الأمر " وتبدأ محاولة انقلاب يقودها أعد البيادق " قطعة العسكري لمن لم يلاحظ " من فريق الرجال قتلت حبيبته في فريق القتيات وتنجح فكرته في تحرير باقي اللاعبين الذين يقتلون منظم اللعبة واللاعب بفريق الرجال بينما تكتشف عبير الخدعة وإنها كانت ضحية وتستطيع الفرار وتنتهي القصة ؟؟
نعم هكذا انتهت بهذه السرعة وإن كنت أظن حتى الآن إنه ـ الكاتب ـ كان عليه أن يطيل في سبل النهاية لكنه أنهاها .. أمممم
على كل حال القصة ممتعة لكن لم أحكي عن خيالاتي فاتظروا


تخيلت اللاعبون نحن ـ شعب مصر العظيم الذي لا يملك من أمره شيئا ـ أينما يوجه يسير نفعل كل شيئ إلى أقصى حد لدينا قدرة كبيرة على التكيف مع القهر إلى أقصى الحدود


طبعا لست بحاجة لأن أتخيل المنظم واللاعب حكومتنا ورئيسنا فالأمر واضح لكن لا تنس أن الرجل تابع للبحرية الأمريكية .. هذا لن يصنع فرقا .. فمن أين تأتي القرارات إذن ؟؟ ـ


عبير ؟؟ حسنا تعبت لم أتخيلها في البداية لكن دور المعارضة لائق جدا عليها فهي جزء من الجريمة لكن بنوايا طيبة ـ إخوان يعني ـ يا لعبقريتك يادكتور


ثار اللاعبون ونجحوا في ثورتهم لكن كيف ؟؟
هنا نقف أمام جملة ربما هي الأكثر روعة في الرواية تصف عملة تحرك الشباب لإبطال أجهزة الاتصال داخل اللعبة تقول

ـ" كانو يعتمدون على نعمة ألا يكون المرأ مهما .. إنهم بيادق .. لا أحد ينظر لهم في هذه اللحظة بالذات لأن الجميع يتابع الملوك والوزراء في منتصف الرقعة .." ـ

إذن من هنا سيأتي الخلاص أو من هنا ستشتعل الثورة .. حل يبدوا غاية المنطقية لكن ماذا تفعل إذا كان البيادق لا تعنيهم أن يكونوا أحياء أصلا ؟؟ للأسف هذا نحن ربما كنت متفائلا سيدي أو ربما هو حكم الرواية حتى لا يكتئب القارئ وتؤدي وظيفتها كتسلية .. أقول ربما


الرواية جميلة للغاية كعادته وممتعة ومليئة بالمعلومات عن لعبة الشطرنج كما ذكرت حتى إنني مازلت أعاني من هوس مفاجئ أصاب إخوتي بالشطرنج بعد قرائتها .. ألم أقل لكم أنها فعلا رائعة

عودة ويوتوبيا


عاد الانترنت أخيرا ... لك الحمد يا الله .. نعم عاد لكني أشعر في الفترة الأخيرة بما يمكن أن أسميه فوضى عامة أصابت حياتي هي ليست فوضى بالمعنى الحرفي لكن إن شئت أن تتخيل ــ فهي كما حجرة طالب ثانوية عامة لا يكف عن إيهام نفسه وأهله بأنه غارق حتى أذنيه في المذاكرة لذا ليس عنده ما يكفي من وقت لترتيب حجرته ، في كل ركن كتاب وقلم ودفاتر وجوارب وملابس وهكذا تجدها كل يوم !! ــ حسنا تشبيه عقيم لن يضيرك شيء إن لم تتخيل
المهم
هذه الفوضى انسحبت ربما على علاقاتي بكل شيء فهي بين صعود وهبوط حادين لدرجة مخيفة ـ ربي ، عملى ، أصحابي ، أحبابي ، أهلي ، كل شيء حتى كتبي والشوراع المحيطة بسكني ـ لا تسألني كيف أرجوك ـ
يالتأكيد ستنسحب هذه الفوضى على تدويناتي كذلك فليست كبيرة على الفوضى
لكني أدعو الله ـ الذي مازال يغدق علي بفضله مع استمرار نكراني لكنه فضل الفضيل ذو الجلال والإكرام ، حتى بت أستحي أن أطلب منه المزيد مع زيادة غفلتي غير أن نفسي الطامعة تلح للطلب وإذا بالكريم يجيب .. تباركت ربي ما أكرمك وأحلمك وأحنك علي !! ـ أدعوه ربي أن يعينني على إنهاء تلك الفوضى وإعادة النظام إلى حياتي لتستقيم كما أحب في الأيام القليلة القادة .. اللهم آمين
عموما
كانت الفترة الماضية مليئة بالأحداث على المستوى الشخصي والعام حتى تزاحمت التدوينات لدي لا أعلم فيم أكتب وبم أبدا
لكن صدور العدد الجديد من سلاسل المبدع أحمد خالد توفيق أعادني مرغما إلى ما كنت أريد الكتابة عنه بعد قرائتي لروايته يوتوبيا ، كما أحب الزيادة والحديث عن آخر أعداد سلسلة فانتازيا والصادرة منذ أيام ـ ب 4 م ـ
لا أعتقد أن هناك من لا ياعرف د. أحمد خالد توفيق فالرجل بفضل الله وبلا حسد لديه ما يكفيه من الشهرة لكني أحب أن أقدمه كما أريد أو كما يعني لي
أحمد خالد توفيق أستاذ الطب أحد أكثر كتاب الرويات الصغير شهرة في العالم العربي وله أقوى وأروع ثلاث مجموعات عرفها القارئ العربي ـ ما وراء الطبيعة ، فانتازيا ، سافاري ، وأخيرا دبليو دبليو دبليو " أعذروني عن عدم استخدام الحرف اللاتيني للحفاظ على التنسيق " ـ
ما يميز ذلك العملاق عندي سخريته السوداء وواقعيته الشديدة ولا يمكن أن أنسى عمق أفكاره ودلالاته في معظم ما يكتب هذا بالإضافة إلى كمية غير محدودة من المعلومات العامة في كل الاتجاهات وإن كان للطب نصيب الأسد فيها مثلا ـ هل كنت تعلم أنه يجب عليك حين تدعي المرض أن لا تخطأ خطأ طبيا ساذجا وتقول أنك تشعر بألم في جانبك الأيمن وجانب رأسك الأيمن لأن هناك معلومة طبية بسيطة تقول أنهما لا يتفقان بل اجعله الأيسر ـ حسنا إن كنت تعلم ذلك فأنا لم أكن أعلم
يتميز د. أحمد أيضا بلغته البليغة السهلة وأفكاره القوية وسعة اطلاع تبدو معجزة احيانا ولعل كل متابع لكتاباته في جريدة الدستور يشعر بذلك
لن أطيل في المديح أكثر لأني أدري يقينا أنه لا يحتاجه من ناحية وأني فاشل فيه من ناحية أخرى
عموما لنعد إلى روايته يوتوبيا
لمن لا يعلم " يوتوبيا " هي اسم المدينة الفاضلة لأفلاطون كما أنها اسم أحد المنتجعات السكنية العالية التكلفة في مدينة 6 أكتوبر ـ لاحظ في البداية عبقرية اختيار الاسم -
الرواية هي أول رواية طويلة أقرأها للدكتور المبدع وحين أحاول تصنيفها أسميها من نوعية الرعب الاجتماعي لكنه واقعي إلى درجة التنبؤ والإنذار
من الصعب طبعا أن تحكي رواية وخصوصا لو كانت لكاتب مثل د. أحمد إذ أن متعة قرائتها لن يجاريها متعة ، لكن كفكرة مختصرة ـ وبالتأكيد ناقصة وجائرة ـ فالرواية تتحدث عن أن سكان مصر قد انقسموا إلى قسمين أو شعبين فهناك سكان مدينة يوتوبيا التي تحيطها الأسوار ويحميها المارينز ويتعايش فيها المصريون مع الاسرايليين بمنتهى الحب والاخاء والاريحية وتحوي كل وسائل الراحة والمتعة إلى الحد الذي يصيب شبابها بالملل فكل شيء متاح بمجرد الطلب ، وعلى النقيض في القسم الثاني شعب مطحون فقير وتآكل أو إن شئت الدقة هو بقايا يمكن أن تطلق عليها بصعوبة شعب فقير لن أطيل في وصفه فالوصف شنيع .
المهم يعمل الشعب كخدم وعمال لدى سكان يوتوبيا هذا للمحظوظين فقط الذين وجدوا للحظ سبيلا ، طبعا لست بحاجة إلى أن أقول أن ذلك الشعب الذي يسميه سكان يوتوبيا بالأغيار مستباح إلى أقصى حد عرضه وماله إن وجد ودمه كله مستباح
تدور القصة حول شاب وفتاة من سكان يوتوبيا يقرران بدافع المغامرة الخروج لصيد أحد الأغيار والحصول منه على تذكار " يده ، رجله ، أي تذكار يثبت قوتهما " ويكتشف أمرهما أو يكاد وتدور الأحداث مظهرة تباين الطباع بين أهالي يوتوبيا والأغيار تلك الطباع التي تجدها الآن كما هي موجودة لدينا ننميها كمصريين
في النهاية يستطيع الشابين الفرار بمساعدة أحد الأغيار ثم يغدران به فيقتلانه وكانا قد اغتصبا اخته ويحصلان على التذكار ثم يعودا إلى ديارهما كما الأبطال وسط أقرانهما من الشباب
لم يترك الكاتب النهاية هكذا لكنه انهاها على أمل في بداية ثورة من الأغيار الذين نجحوا في محاصرة سكان يوتوبيا داخلها

هذا ملخص الرواية لكنه كما أسلفت مختصر قاصر مخل بالسياق لكني كنت أود الوقوف أمام بعض عناصرها

سكان يوتوبيا موجودون بيننا الآن وعلى سمعنا وبصرنا وكذا يوتوبيا بأسوارها وحراستها الخاصة ومياهها الخاصة وانعزالها التام

أيضا الاغيار بفقرهم وعجزهم ومكرهم واستسلامهم وتواكلهم ويأسهم وبأسهم والأهم سفسطتهم موجودون وبكثرة

لن يأتي حل بواسطة أنصاف الحلول التي نجيدها الاصلاح من الداخل والتغير المتريث وحكمة الشيوخ فكلها تؤدي إلى استمرار الوضع على ما هو عليه

سيزول البترول هذا أمر حادث لا محالة ومعه سينتهي أثر العرب وتنهار حضارة النفط والمستقبل بلا شك للأحرار

في الحقيقة بعد قرائتي لتلك الرواية لم أستطع تخيل مستقبل آخر لبلادنا طالما ظللنا على ما نحن عليه مترددين خائفين مستسلمين وخصوصا نحن كإخوان

ربما يكون د. أحمد تجاهل الإخوان في روايته وربما قد أشار إليهم كمتدينين وعموما أنا أشركتهم في خيالي فتصورتهم انقسموا أيضا فريقين أحدهما في يوتوبيا يذهب للحج كل عام ويزع بعض الصدقات على الجائعين ويعقدون اجتماعات فيها الكثير من الأكل والقليل من الفكر حول حال الأمة والمستقبل المشرق للإسلام واندحار أعدائه القريب
والقسم الآخر من الأغيار يدعون إلى الصبر والحكمة ويقنتون في كل صلاة على المعتدين الظالمين ويبشرون بالجنة وقصورها ويتحدثون عن التقشف والطاعة والثقة في القيادات والاستعداد ليوم الجهار وتربية النفس والحكمة ومرة أخرى الصبر على البلاء

عموما هذه محض خواطر فلا يؤاخذني أحد على عقلي المريض كما أسلفت أمر بمرحلة فوضى فلا حرج علي

في الحقيقة وجدت الكتابة طالت لذا سأجعل الكلام عن العدد الأخير من فانتازيا مرة أخرى
لكني ألح على الجميع بقراءة الرواية والعدد الأخير إذ ليس من " قرأ عن" كمن " قرأ من "ـ

وأسأل الجميع الدعاء لي ان يعينني الله وييسر لي أمرا أرغبه بشده ويعينني على الصبر عليه
أعتذر عن الانقطاع كل هذه المدة لكنه حكم شركة النت مع شركة المصرية للاتصلات في ملحمة من ملاحم الغباء الاداري والتقني في بلادنا
الحبيبة

عموما غالبا سيستمر هذا الانقطاع لفترة أخرى حتى يتم اصلاح ذلك العطل أو يقضي الله أمرا كان مفعولا

في الحقيقة أفتقد كثيرا التعليق على العديد من الأحداث العامة والخاصة

لكن

ما باليد من حيلة