
المهم
ذهبت إليه بمكتبه في اتحاد الأطباء العرب وحظيت معه بساعة إلا قليلا من حديث ممتد تناول موضوعين مهمين أولهما نظام الانتخاب الداخلي لدى الإخوان المسلمين والثاني ظاهرة النقد العلني للجماعة في المدونات ثم انصرفت على موعد بلقاء آخر قريبا لاستكمال مواضيع أخرى
ولما كان الحوار على قدر كبير من الأهمية ـ بالنسبة لي على الأقل ـ قررت أن اكتب تدوينة عن أهم ما جاء بالمقابلة بصياغتي وحسب فهمي
كما أسلفت تحدثنا في موضوعين بدأنا بالانتخابات الداخلية
قلت له أني أرى أن النظام الحالي الذي يمنع الترشيح الفردي ويجعل الكل مرشحين هو نظام منقوص وأن الأفضل هو التقدم للترشيح .
فقال أنه لا يوجد أي أصل للكلام الذي يمنع الترشيح المنفرد داخل اللائحة وأنها لم تنص على وجوب الترشيح الجماعي هذا وبالتالي فهو لا يرى أي مانع من أن يتقدم أحد للترشيح بل ويعرض برنامجه لإدارة المسؤولية المرشح لها على إخوانه بل إنه يحفز ذلك ويحض عليه
وأضاف أن القول ـ بأن لا تعطى الولاية لمن يطلبها ـ هو استدلال في غير محله حيث أن هذه المسئولية ليست ولاية وإنما هي تطوع بخدمة كما يتطوع أحد مثلا لتنظيف مكان يجلس فيه مع إخوانه فلا يجوز أن نقول له أننا لا نعطي الولاية .. لمن يطلبها لكن من الممكن أن نقول أننا لا نعتقد صلاحيته لأداء هذا العمل وأننا نرشح غيره له
قاطعته أن هذه الثقافة التي يتحدث عنها غير موجودة على الإطلاق في الواقع التنفيذي وأنه إن تقدم أحد للترشح فإنه قد يمنع غالبا أو حتى ينظر إليه نظرة سلبية على اعتبار أنه طالب للمسؤولية راغبا فيها
فأجاب بأن على الراغبين في تغيير هذه الثقافة أن يعملوا على إلقاء حجر في الماء الراكد وتحريك المناقشة الداخلية لهذه المسألة وعليهم أن يتحملوا العنت الذي سيواجهونه تجاه ذلك
فأجبته أليس من الأفضل أن يصدر توضيح من القيادة باستحباب الترشح أو إلزامه وأن ذلك سيحل بكل سهولة هذه المسألة لدى القواعد ، فأخبرني ساعتها أن علي أن لا أنتظر قرار القيادة هذا لأنه لن يصدر لعدم وجود اتفاق نحوه
تحدثت بعدها عن معايير التصعيد في المستويات الإدارية المختلفة داخل الجماعة وعدم وضوحها بالقدر الكافي فأجابني بأنها واضحة لدى قسم التربية لكن المشكلة في التطبيق
أخيرا في هذا الموضوع أخبرته عن رأيي في أنه من الأفضل انتخاب القيادة العليا للجماعة بالاقتراع المباشر من القواعد بدلا من الاقتراع المتدرج القائم حاليا
فقال أن ذلك طبعا أفضل لكن هذه آليات انتخابية قد نختلف عليها لكن الأهم الآن هو انتخاب مكتب الإرشاد أصلا حيث أنه لم تجري انتخابات لتجديده منذ عام 94 بحجة التهديد الأمني باعتقال كامل مكتب الشورى حال انعقاده لكن على الجماعة أن تبحث في حلول بديلة لإجراء الانتخابات خاصة مع وجود بدائل مطروحة لإجرائها دونت الحاجة إلى اجتماع مجلس شورى الجماعة في مكان واحد
هنا أذن لصلاة المغرب فقمنا للصلاة وعدنا لنكمل الكلام في الموضوع التالي وهو النقد الداخلي العلني على المدونات
المدونات والنقد الداخلي
بدأت الحديث وأنا أخبره أني ومجموعة من إخواني فكرنا في صناعة رأي عام داخلي ( داخل الإخوان ) لدى القواعد في مواجهة بعض التصرفات من القيادة وأننا نريد بذلك رفع الوعي لدي القواعد كما نريد الضغط داخليا على القيادة لاتخاذ قرارات قد نظن أنها تفيد الجماعة ، فلجأنا إلى عمل مدونة ناقمة على تصرفات القيادة .. ـ قاطعني قال ليست ناقمة وإنما قل مختلفة مع القيادة ـ قلت حسنا مختلفة معها المهم فوجئنا بسيل من الاتهامات والاعتراضات على ما فعلنا منها أننا نعمل على تشويه صورة الجماعة وصرف محبيها عنها وأننا نقدم للأمن معلومات مجانية وأننا نعمل على نشر غسيل الجماعة المتسخ و..و..و
فأجابني أن ما تفعلونه حق مشروع لا غضاضة فيه إطلاقا .. لكن عليكم مراعاة طريقة نقدكم وحرصكم على المصلحة العامة للجماعة وتطويرها والرقي بها فإنني يمكنني أن أقبل من أحد كلام كثير لا أقبل ربعه من سواه إن استشعرت إخلاصه وحرصه علي ..
أما من يقول لكم أنكم تشوهون الجماعة فهذا لا يحدث لأن الأخطاء لا تشوه جماعة أيا كانت لأنه منذ النبي صلى الله عليه وسلم لم توجد جماعة بلا أخطاء فليس العيب في الخطأ بل في الإصرار عليه ولا يمكن أن يكون مراجعة الآراء ومحاولة إصلاح الأخطاء تشويها بأي صورة كانت بل هذا يعد تصحيحا وتكميلا للجماعة وبالتالي ليس لأحد الادعاء أيضا أن هذا يؤثر على محبي الجماعة الغير منتمين إليها لأنه ليس عليهم الاعتقاد في عصمة الجماعة من الأخطاء وإنما عليهم أن يعتقدوا في صلاح فكرها وإخلاص أفرادها
أما القول بأن الكلام فيه خطورة أمنية فهذا مناف للواقع لأن الأمن يعرف كل هذه الأمور المكتوبة أصلا ولا يحتاج إلى المدونات لمعرفتها
ثم قال عن حق الفرد داخل الجماعة في إبداء آراء علنية تخالفها أن ذلك جائز وأراني مقال للمرشد العام كان أمامه يقول فيه ـ أن من حق أي فرد داخل الجماعة إبداء رأيه فيما تقوله لكن القرارات لا تخرج إلا مني - وأضاف موضحا يقصد المرشد طبعا نفسه بصفته المؤسسية مرشد الجماعة
وختم كلامه لي في هذا الموضوع قائلا يا إبراهيم توكلوا على الله ولا تخشو أحدا فقط تأكدوا من إخلاصكم وحرصكم على المصلحة العامة وحسنوا ألفاظكم ثم أمضوا في طريقكم حريصين على دعوتكم وهيئتكم "الإخوان المسلمون " التى نعتز بها ويجب أن نحرص على استمرارها قوية معافاة من كل شائبة .
انتهزت الفرصة فقلت له أننا نرغب في مشاركته الشخصية في التعليق على ما يكتب من أطروحات أو الكتابة في ما يثار من مواضيع فلم يبد ممانعة في ذلك وانصرفت على وعد مني بإرسال ما كتب له ليراجعه وعلى موعد آخر قريبا بإذن الله










